أية علاقة إنسانية في مجالات الحياة عامة، ومجالي الفن والإعلام الفني على وجه الخصوص، إذا لم يصنها المعنيون بها بحفظ مقوماتها ومواثيقها وأواصرها..، تصبح مرتعا خصبا ل«هواة» القفز والتسلق. والصيد في الماء العكر، حيث تتدنى الرؤية، وتغيب القدرة (لدى هذا أو ذاك من أطراف العلاقة) على الفرز بين الحقيقة والزيف، والمصداقية والتزلف، وتتضاعف نسب الانتهازيين، وتتنوع أساليبهم وفنونهم في توظيف كل شاردة وواردة وفق ما جبلوا عليه من استغلال ممجوج، شأنهم شأن الطفيليات التي تنمو وتقتات دون جهد أو حق مشروع. ومما تعلمناه أن «الطفيليات» تعيش وتتعايش على حساب كائنات «حية»، وبشكل بارز بين النباتات، ولا تقف عند حدود ما تبتزه وتقتات عليه من خلال هذه الكائنات التي وضعها قدرها على هذا النحو من «الاستلاب»، بل قد تتمادى في سلبها للدرجة التي تصيب هذه الكائنات بالفناء، مالم يمن الله عليها بمن يخلصها من هذه الطفيليات وأضرارها. إلا أن ما أضافته الحياة إلى معرفتنا هو وجود هذه «الآفة» في محيطنا البشري من خلال بعض حاملي هذا «الفيروس»، وما يحدثه حاملوه من أضرار هي أشد ضراوة وخطرا من الطفيليات المتعارف عليها، ذلك لأنها تنمو وتقتات على حساب التجرد من القيم والمبادئ والمثل الإنسانية السامية، ومن يصل لهذا المستوى من التجرد والانسلاخ هيهات له أن يجد في كل جوارحه وحواسه ما ينبهه أو يؤنبه على خلله وإخلاله، ولذلك من أين له أن يأبه بما يقترفه من تفريط وتزلف وتملق في سبيل غايات ومكاسب وأغراض دنيوية بخسة مهما بلغت وتنوعت، ومكلفة مهما تأخرت عواقبها وعقابها والله من وراء القصد. تأمل: الفرع من عوده شرابه ومسقاه، والحنظلة مرة ولو تشرب مزون. فاكس: 6923348