قبل أن يتحدث الإنسان بما يصول ويجول في خلجات نفسه مع الآخرين، يجب عليه أن يعي تماما بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكثيرا ما ترددت على أسماعنا العديد من الآيات التي تقرع القلوب وتدعو النفس البشرية لفعل الخيرات وتجنب المنكرات ما ظهر منها وما بطن وإصلاح ومحاسبة الذات، ولكن للأسف يوجد في عالمنا من يجهلون مثل هذه الأمور ولا يعلمون بأن اليوم عمل وحساب وغدا حساب بلا عمل.. ويلاحظ على من هم من أبناء جلدتنا بأن فيهم من ليس له هم في حياته إلا السعي في الهمز في فلان واللمز في علان والمسابقة على رمي التهم جزافا على عباد الله بدون أدنى مسؤولية، وهناك من تستعصي عليه كلمة الحق ولا يستطيع البوح بها حتى ولو كانت واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء ولا تجد منه إلا عذرا أقبح من ذنب عند مجادلتك له.. وفي الجانب المظلم يوجد من ينذر النفس والوقت ويسعى جاهدا لذر الرماد في العيون، ومن أهدافه البحث من خلف الكواليس عن إثارة الفرقة إما عبر ترويج الأقاويل والنميمة أو إلصاق التهم الباطلة وغرس الشحناء والتنافر قاصدا من وراء ذلك زعزعة كل استقرار عاطفي ومشاعر أخوية بين كل من يرى بينهم مودة ومحبة وتلاحم.، وهناك فئة أخرى يدعون بأنهم كرسوا جل أوقاتهم الثمينة وجهودهم الحثيثة لإصلاح ذات البين وحل الخلافات والاختلافات بين الناس وإقرار الحق الذي لا تأخذهم فيه لومة لائم بكل أمانة وصدق ونجدهم على عكس ذلك تماما. محمد الزهراني