أفصح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن محمد آل الشيخ عن قلقه منذ زمن بعيد من الاندفاع غير المتوازن عند بعض العاملين للإسلام الناتج بسبب ضعف الوعي عندهم، والوقوع فيما لا تحمد عقباه، من اتباع المتشابهات، والخوض في الفتن، والغلو في الدين. وأوضح أنه نبه على ذلك منذ عقدين من الزمان، مشددا على ضرورة اتخاذ الضوابط الشرعية في موقف المسلم من الفتن والنوازل العامة، مبينا أن تبصير الشباب بفقه المقاصد وقواعد المصالح والمفاسد وما يتعلق بالولاية والسياسة الشرعية من أجل تحقيق الوسطية في الدين أمر مهم جدا. وبين آل الشيخ أن المراجعات التي شهدها الوسط الشرعي على مستوى الأفراد والجماعات عند بعض العاملين للإسلام أمر يستحق الإشادة، موضحا أن المراجعات أنتجت رجوعا إلى الحق عند من سلكوا سبل العنف والمواجهة المسلحة للأنظمة والمجتمع بشكل خاص، مبينا أن ذلك خير من التمادي في الباطل ودليل على سلامة القصد وحسن النية، والتجرد من حظوظ النفس الأمارة بالسوء، وهذا هو الظن بأهل الخير عموما والدعاة وطلبة العلم منهم خصوصا، داعيا من لم يسلكوا طريق الحق أن يعيدوا النظر في مناهجهم ويراجعوا أنفسهم حتى لا يلحقهم الذم. واعتبر وزير الشؤون الإسلامية أن المملكة وفقت إلى سلوك سياسة حكيمة متوازنة في التعامل مع هذه التحديات وما نتج عنها من أحداث مؤلمة من خلال مواجهة كل حال، فواجهت العدوان بالتصدي والردع وواجهت الفكر الخارج عن حدود الشرع بالفكر السليم المبني على العلم الشرعي الصحيح والعقل الصريح. وأكد آل الشيخ أن فقه الفتن والنوازل والأزمات من أهم أنواع الفقه وأخفاها على كثير من الناس وخاصة فئات الشباب الذين من طبيعتهم العجلة والاندفاع وعدم النظر في العواقب، مبينا أن الشباب أحوج الناس إلى هذا الفقه في كل وقت وبخاصة في هذا العصر، لما يشهده من متغيرات متسارعة وانفتاح غير مسبوق وتطور في وسائل الاتصال والمعلومات.