رجال المرور يؤكدون على تزايد المخالفات المرورية التي لم تفلح القسائم الثابتة ولا المتنامية في الحد منها ولم تتمكن دوريات المرور المعلنة ولا السرية في حمل الناس على احترام الأنظمة المرورية، كما أن غرف التوقيف على ما تتناقله بعض الأخبار عن سوء أوضاعها لم تفلح في ردع المستهترين بالنظام، فهم يصرون على زيارتها بين الفينة والفينة والإقامة فيها بين وقت وآخر. وعلى الرغم من أسابيع المرور التي بات المسؤولون عنها يتفننون في التنويع بين اهتماماتها ويحرصون على اعتماد الشعارات الجميلة لها، إلا أنها برهنت على عدم جدواها وأصبح انعقادها كل عام أمرا روتينيا فقط. غير أن ما يلفت النظر هو أن هؤلاء الذين لا يتورعون عن المخالفة إذا ما قادوا سياراتهم في شارع التحلية بجدة أو شارع الحج في مكة أو شارع الضباب في الرياض أو أي شارع في أي مدينة هم أنفسهم أول من يلتزم بالنظام إذا ما قاد سيارته في شوارع لندن أو باريس أو حتى دبي، ولا يمكن تفسير ذلك بدقة تطبيق النظام أو بصرامة العقوبات، ذلك أن المسألة تعود على استشعار تطبيق الأنظمة المختلفة في شتى المجالات وليس في مجال واحد فقط هو مجال السير وأنظمته. لا يمكن لنا أن نتفهم الإصرار على المخالفات المرورية مفصولة عن جملة المخالفات التي يراها المواطن في مختلف المجالات حوله حتى أصبح هذا المواطن يشعر أن احترام أنظمة المرور ترف لا معنى له. مخالفات المرور جزء من «ثقافة المخالفات» لا يمكن فصلها عن التعدي على الأراضي وتطابق الصكوك وحالات الاختلاس وصرف أدوية منتهية الصلاحية، وعلينا أن نكون منصفين فلا نطالب سائق مركبة أن يحترم أنظمة المرور وهو يقود سيارته على طريق يتم رصفه وتعبيده في يوم ويتم نبشه وتكسيره في اليوم الآخر. نحن بحاجة إلى أن نصلح ثقافة ووعي المجتمع بمعنى احترام الأنظمة قبل أن نقنع قائد مركبة أن يقف احتراما لإشارة المرور ويحرص على أن يربط حزام الأمان قبل أن يحرك سيارته من موقفها الصحيح الذي أوقفها فيه، وبدون ذلك سوف تكون نصائحنا كلمات لا معنى لها وقسائمنا عقوبات لا جدوى من ورائها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة