بعد منتصف الليل بقليل، سمع مقيم آسيوي طرقا على باب داره في أحد أحياء جدة الجنوبية، استغرب العامل عن الزائر الغريب في مثل هذا الوقت، فألجمت الدهشة لسانه عندما انقض عليه مجموعة من الشبان وشلوا حركته وقيدوا يديه ب «كلابش» بلاستيكي أبيض وأبرزوا له هويات مطموسة الملامح وهم يصرخون في وجهه، زاعمين أنهم من رجال الأمن «ولديهم تعليمات عاجلة بتفتيش منزله بحثا عن ممنوعات على خلفية بلاغ جنائي سابق». يقول المقيم الآسيوي: إن الشبكة احتجزته في إحدى غرف المنزل لأكثر من ساعة فلما شعر بسكون الحركة في منزله خرج من غرفته ليكتشف أن من اقتحموا تحت ستار الأمن مجرد لصوص محترفين أخذوا معهم ما خف وزنه وغلا سعره من هواتف وحواسيب ومبالغ وهويات رسمية ثم تواروا عن الأنظار، فلم يجد حلا غير تقديم بلاغ عاجل إلى الجهات الرسمية. لم تكن الحادثة التي تعرض لها المقيم الآسيوي هي الأولى من نوعها، إذ تلقت أقسام الشرط بلاغات مماثلة وطلبات بحث عن مجهولين ينصبون نقاط تفتيش مباغتة في الطرقات وتهديد العمال البسطاء والاستيلاء على ما معهم بانتحال صفات رجال الأمن، الأمر الذي استدعى شرطة جدة على تكليف شعبة البحث والتحريات الجنائية بضرورة ملاحقة الجناة والقبض عليهم ووضع حد لجرائمهم. وأفادت المعلومات الأولية أن الشبكة العربية تستخدم قيودا بلاستيكية بيضاء لشل أيدي الضحايا ومنعهم من المقاومة. التعليمات التي أصدرها مدير الشرطة اللواء علي الغامدي قضت بدراسة كل الجرائم المماثلة ومراجعة أصحاب السوابق وتمخضت المراجعات والملاحقات التي تولتها شعبة البحث والتحريات الجنائية عن تحديد منهج الشبكة في ارتكاب أفعالها وعن تحديد المواقع التي استهدفتها ومواعيد تنفيذها في الوقت الذي نجح فيه خبراء الأدلة الجنائية في رسم ملامح تقريبية لأعضاء الشبكة، استنادا على المعلومات التي قدمها الضحايا لمراكز الشرط. رصد مخبرون أحد المشتبهين في عمق حي شعبي فتمت مراقبته ورصد تحركاته وانطلاقه إلى منزل يجتمع فيه أربعة من أعوانه. مضت الساعات بطيئة والعناصر الأمنية تراقب الوكر عن بعد، ثم خرج الخماسي من المنزل في طريقهم إلى أحد المواقع المستهدفة، غير أنه لم يكن في وسعهم مزيد من الوقت عندما أحاط بهم رجال الأمن وشلوا حركتهم واقتادوهم إلى مركز الشرطة. وبحسب المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، فإنه تم إيقاف عدد من الأشخاص على ذمة القضية والتحقيق مستمر معهم. وينتظر كشف كافة تفاصيل جرائمهم خلال اليومين المقبلين.