* بصورة ملفتة تقفز بعض الأسماء في زمن قياسي، ويذيع صيتها وتتضخم مواردها ومقتنياتها، وكل ما فيها وما يحيط بها، بينما تظل أسماء أخرى إما زاحفة أو متعثرة برغم ما تمتلكه من مقومات النجاح والتطلع والدأب بقدر يفوق عند البعض ما قد يتوفر بعض منه لدى الفئة الأولى. ** يحدث هذا في المجال الفني بشكل خاص وفي غيره من المجالات بشكل عام. ** ومن منطلق «لكل مجتهد...، وعلى قدر أهل العزم... إلخ» يبرز أمام هذا التباين ما هو ملفت، ويبعث هذا الملفت بكثير من كيف ولماذا؟!. ** وبما أن الكفاءة والجهد والمثابرة ترجح كفة الفئة الثانية على الفئة الأولى، فهل يمكن توجيه بوصلة أدوات الاستفهام إلى دائرة الحظ والنصيب ودورهما في تحقيق القفز بالفئة الأولى إلى مواطن الضوء والإبقاء على الفئة الثانية في الظل؟ ** وإذا سلمنا بما قد يلعبه الحظ أحيانا في حياة البعض، إلا أنه مهما كان تأثيره لا يمكن أن يصل إلى ذلك القدر من التباين والمفارقات، مما يؤكد وجود أسباب أخرى ترتبط ببعض المتطلبات التي أضحت بمثابة شروط ضرورية وغير معلنة لتحقيق ذلك النوع من القفزات في سلم الشهرة والسطوع. ** تلك المتطلبات تتلخص في تنازلات ينبغي تقديمها، وهي تعتمد على التركيبة الشخصية ومقوماتها والتزامها من حيث الثبات أو الاهتزاز. ** أي أن هذا النوع من القفز لم يعد مقتصرا على ما هو متعارف عليه من القدرات والمقومات بقدر ارتكازه على مؤهلات خاصة ومغايرة ومعززة بالتنازلات، وهذا ما يتعارض مع استعدادات وقيم تلك الشريحة التي آثرت الحفاظ على ما جبلت عليه من التزام ومثل ومبادئ، ورفضت أي صورة من صور التكلف والمداهنة والتلون. ناهيك عما هو أهم ومرفوض حتى وإن دفعت ثمنا لذلك بالبقاء حيثما هي لأنها موقنة حق اليقين بأن شمس الحقيقة لن تغيب وبأن أي تحليق من هذا النوع مهما كان، عاقبته السقوط والخسران.. والله من وراء القصد. تأمل: الأسوياء لا يحتاجون إلى ناقوس خطر تدقه كلما راودتهم نفوسهم إلى الانزلاق. ص. ب 70188 جدة 21567