انهارت عمارة سكنية على مقربة من الحرم المكي الشريف في العاصمة المقدسة البارحة، ولم تتضح حتى ساعة إعداد هذا التقرير معلومات إذا كانت الحادثة خلفت ضحايا أو مصابين أو مفقودين. وأدى تضارب أقوال شهود عيان حول حادثة انهيار مبنى المنطقة المركزية في مكةالمكرمة إلى تأخر استنفار الدفاع المدني في العاصمة المقدسة للبحث عن الجثث تحت الأنقاض البارحة، إذ اضطرت فرق المديرية إلى استخدام آليات مشروع توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي في عمليات رفع الأنقاض. وأوضح ل«عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن المديرية لم تتلق البلاغ سوى في الساعة السادسة مساء، مبينا أنه تم توجيه آليات الدفاع المدني وإيقاف آليات مشاريع الإزالة للأحياء المجاورة عن العمل، وتحويلها إلى موقع العمارة المنهارة للمساعدة في عمليات البحث والتنقيب. وقال أربعين إن شاهد عيان في الموقع أكد للدفاع المدني رؤيته أشخاصا مارين بجوار العمارة لحظة الانهيار، مؤكدا أنه تم الأخذ بإجراءات السلامة في الموقع ولا وجود لأية إصابات أو جثث حتى الساعة. من جهته، بين مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي أنه لم يتم التنسيق معهم كما هو المتبع في عمليات الإزالة بالقرب من الطرق العامة لأخذ الاحتياطات اللازمة، وإقفال الطرق لحين الانتهاء من عملية الإزالة. وأوضح مدير مرور العاصمة المقدسة أنه تم التعامل مع الحدث بإغلاق المنطقة المركزية ومنع دخول المركبات لها وتسهيل حركة السير لإخراج السيارات من الموقع، لضمان وصول الفرق الميدانية للدفاع المدني والهلال الأحمر، واستخدام منافذ الطوارئ والطرق الدائرية في حركة سير المركبات. يشار إلى أن المبنى المنهار من ضمن العقارات المنزوعة لصالح مشروع الساحات الشمالية في الحرم المكي وجار العمل على إزالته عن طريق استخدام آلية النشارة والسحب دون استخدام المتفجرات، لخطورة موقع المبنى وقربه من الشارع العام المؤدي إلى جبل الكعبة، وكثرة مرور المعتمرين والزوار في المنطقة المأهولة بالسكان. وأوضحت ل«عكاظ» مصادر مطلعة أن موعد إزالة المبنى لم يحدد إذا كانت أعمال الهدم المستهدفة له ستتم بشكل تدريجي، بيد أن هناك عوامل خارجية أدت إلى انهياره قبل موعده، أو خطأ هندسي في اتجاه الهدم بحيث غالط المبنى الجهة المتوقع هدمه فيها واتجه إلى ناحية الطريق العام باتجاه جبل الكعبة، وهو الأمر الذي يرجح احتمالية وجود مارة تحت الأنقاض. بينما أكد شاهدا عيان أنهما لم يلمحا أيا من المارة أثناء انهيار المبنى، وهو الأمر الذي أكده العمالة في المشروع.