أجمع أهالي الأحياء المنكوبة في جدة على أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القاضي بمواصلة التحقيق مع المتورطين في كارثة السيول وإحالتهم للتحقيق، انتصار للشهداء والمتضررين، كما أن القرر عزز قيم العدل وأعلى من معايير الشفافية التي يقودها ملك الإنسانية. وعبر عبر عدد من السكان عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الذي يواصل مواقفه الإنسانية غير المستغربة تجاه أبناء الوطن. ووصفوا في أحاديث ل«عكاظ» القرارات الملكية المتعلقة بكارثة جدة، بأنها دواء يعالج الجراح، وتوثيق للعلاقة المتينة بين القيادة والشعب، وتطبيق لمبدأ الشفافية، وزادوا «هذه القرارات لا تصدر إلا من قائد يتابع ويراقب الحياة العامة للمواطن، يسعى جاهدا إلى تحقيق أهم المتطلبات ليعيش الإنسان أينما كان في رغد من العيش». وطالب سكان شرق الخط السريع المسؤولين كل في اختصاصه بالعمل على تنفيذ الأوامر السامية، والمحاسبة الفورية لكل من كان سببا في الفاجعة، ومن تثبت بحقهم التهم المتعلقة بالفساد المالي والإداري. وأكدوا أنه من الواجب التشهير بالمخالفين المتورطين عبر الصحف ووسائل الإعلام، حتى ينالوا جزاءهم، ويكون ذلك رادعا لمن تسول له نفسه الوقوع في مثل هذه الجرائم. وحض السكان الجهات التنفيذية على ضرورة البدء الفوري في علاج المشكلات الرئيسة، والشروع في إزالة العقوم من الأراضي الفضاء، وتوسيع خطوط الخدمة المحاذية لشارع (جاك) وتفعيلها من قبل إدارة المرور وإزالة العشوائيات، وفتح أقنية جديدة للصرف الصحي كونها الأكثر تأثيرا على حياتهم اليومية. سالم المطيري (أحد سكان قويزة) ذهب إلى القول «إذا لم تزل العقوم في أعلى مخطط المساعد والأراضي الفضاء، فإن مجرى السيل سيتوسع ما يعني باختصار شديد تكرار الكارثة، ويمثل خطرا على حياة الناس». ويرى مسلم المطيري (من سكان حي المساعد) أن طريق الخدمات المحاذي لمنطقة قويزة الذي يعتبر المدخل الرئيس لأحياء شرق الخط السريع، لم يكتمل إنشاؤه وتوقف عند محور الجامعة شمالا، ودعا أمانة محافظة جدة والجهات ذات العلاقة الأخرى إلى إكمال إنشاء الطريق وتوفير قنوات التصريف اللازمة. سعيد الزهراني، عبد الرحمن السلمي، ويحيى الدربي، ألقوا باللوم على الأمانة التي رصدت مشاريع تأخر تنفيذها حتى وقوع الكارثة، مطالبين بالبدء في تنفيذ مشاريع مبينة على دراسات وخطط طويلة الأمد. ويرى خميس الزهراني (من سكان الحرازات) أن الأوامر الملكية جاءت محققة لتطلعات وآمال المتضررين، وستعالج كثيرا من المشاكل التي كانت سببا من أسباب الفاجعة التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء، وطالب بالتجاوب والتفاعل مع الأوامر ليلمس المواطن جديتها في تقديم الخدمات المناسبة بعيدا عن المخاوف التي سببتها الفاجعة. وخلص عبد الله الكناني (من سكان الصواعد) إلى القول «المتضررون متفائلون بأن المستقبل سيحمل لهم الخير بعد صدور القرارات الملكية التي وضعت الأمور في نصابها، وجعلت المواطن يستبشر خيرا بمستقبل آمن مطمئن».