اليوم بالنسبة لأهالي جدة هو يوم الوفاء بالعهد الذي قطعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على نفسه في علاج جروحهم المعنوية والمادية جراء الفاجعة التي أصابت عروس البحر الأحمر في الثامن من ذي الحجة الماضي، وحولت بعض أجزائها إلى أحياء أشبه بمدن يسكنها أشباح. اليوم ينطلق المتضررون رجالا ونساء، صغارا وكبارا، صوب مقر لجنة صرف التعويضات لاستلام شيكات ستساعدهم في العودة إلى أحيائهم لإصلاح وترميم ما يمكن إصلاحه، وإعادة البسمة إلى أسر بحاجة إلى وقت أكبر للضحك والابتسام من القلب إثر فقدانهم أحبائهم. جراح أهالي جدة بدأ الملك الصادق تضميدها حين أعلن في 13 من ذي الحجة، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في مسببات فاجعة نتجت عن ظواهر طبيعية تحدث في بلدان العالم لكنها لا تخلف ماخلفته في نفوس أهالي السكان. قال الملك عبد الله بن عبد العزيز كل مواطن ومقيم في هذه الأرض أمانة في عنقي، هكذا أعلن عن مسؤوليته أمام الله وثم الوطن والشعب. لن يمر ما حدث مرور الكرام سنحاسب الكبير قبل الصغير على فقدان عاصمة المملكة التجارية أبناء وأملاك وأموال يبدأ تعويضها اليوم، ولا زال الطريق طويلا، والحساب عسيرا. اليوم، تضاء القناديل في الأحياء المتضررة بعد عتمة، وتعود الابتسامات بعد تكشيرة فرضتها الظروف الصعبة، ويجتمع شمل الأسر التي فرقتها السيول الجارفة، لأن كل متضرر سيجد اليوم تعويضا يكفل له إعادة البناء بعد الدمار. ويؤكد المتضررون من سكان أحياء قويزة والصواعد والأجاويد ل «عكاظ» أمس، أن اليأس لم يدب في نفوسهم منذ اليوم الأول للكارثة لأن ثقتهم كانت كبيرة في أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكما هي عادته سيداوي جراحهم، ويعوضهم فيما أخذ منهم بل ويعاقب كل من كان سببا في مصيبتهم. واعتبروا أن الأمر الملكي بصرف التعويضات للمتضررين أعاد لهم الأمل من جديد في العودة لمنازلهم والارتباط بذكرياتهم، التي لن تمحوها كارثة السيول. وقال بعض المتضررين إن أمر خادم الحرمين الشريفين بصرف التعويضات للمتضررين أغناهم عن الحاجة إلى الآخرين من الميسورين وحفظ لهم كراماتهم، مؤكدين عودتهم لأحيائهم المتضررة بمعنويات مرتفعة لأن الحياة تعود من جديد.