نجح المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، في عمل ارتداد للمضاربين، منفردا بين الأسواق المجاورة التي شهدت هبوطا، وجاء الارتداد في صالح المتعاملين الذين اشتروا في الأسهم التي شهدت هبوطا على النسبة السفلى في الجلسة السابقة، وذلك عندما استهل جلسته أمس على ارتفاع، محافظا على عدم كسر خط 6515 نقطة، والتي يعني كسرها والإغلاق أسفل منها في الأيام المتبقية من الأسبوع الجاري، أنه ما زال يبحث عن قاع أكثر قوة وصلابة، والهدف منه التغيير السعري على كثير من أسعار الأسهم، فلذلك من الصعب الاعتماد على ارتداد أمس، الذي كان متوقعا كما أشرنا في التحليل اليومي، والذي جاء كردة فعل للإجراءات الاستثنائية، التي اتخذت قبل استئناف تعاملات اليوم في الأسواق العالمية، لمنع الاضطراب المالي في اليونان والانتقال إلى دول أخرى، وذلك يتضح من خلال تعهد الدول الأوربية بدفع 110 مليار يورو لمساعدتها على الخروج من ألازمه المالية. إضافة إلى العجز في الموازنة الأسبانية والذي وصل إلى 12 في المائة رغم أن المسموح به عالميا 3 في المائة. وكذلك مشاكل اقتصادية في البرتغال وارتفاع الين الياباني. ومن الناحية الفنية تمر السوق حاليا بحالة عدم استقرار، إذ ما زالت تبالغ في الصعود وبطريقة مفاجئة، وتعاني من الهبوط القاسي، وهذا من العوامل التي تعيق جذب السيولة الاستثمارية، فلذلك تميل السوق إلى المضاربة أكثر من الاستثمار، إضافة إلى عدة عوامل في الفترة الحالية ولعل من أهمها الانتهاء من إعلان النتائج للشركات دون أن تجري السوق عمليات جنى أرباح، وبالذات للشركات التي تكفلت برفع المؤشر العام من بداية المسار الصاعد، وعدم وجود محفزات تدفع بالسوق إلى أعلى، إضافة إلى أن الهبوط أو جني الأرباح عادة يأتي بشكل تدريجي ولفترة معينة وليس هبوطا قاسيا نوعا ما، كما حدث عندما فقد المؤشر العام في جلسة واحدة ما يقارب 5 في المائة أي أكثر من 300 نقطة وسجلت معه كثير من الشركات نسب على الأسعار الدنيا، إضافة إلى عدم وجود حلول جذرية للازمة اليونانية. وعلى صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر العام على ارتفاع وبمقدار 157.32 نقطة أو ما يعادل 2.41 في المائة، مغلقا عند مستوى 6674 نقطة، مخالفا بذلك، كل الأسواق المجاورة وأغلب الأسواق العربية، ومن المنتظر أن يجري جس نبض الأسواق العالمية، التي تستأنف تعاملاتها اليوم. وتجاوزت أحجام السيولة اليومية 4.6 مليار، وكمية الأسهم المنفذة حوالي 190 ملايين سهم، توزعت على أكثر من 86 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 134 شركة، وتراجعت أسعار أسهم شركة واحدة وهي الأهلية وكان آخر سعر للسهم بلغ 69.75 ريالا، فيما استقرت أسعار أسهم الشركات المتبقية من بين مجموع 138 شركة جرى تداول أسهمها خلال الجلسة، وجاء سهم المتحدة واتحاد الخليج والصحراء في مقدمة الأسهم الأكثر ارتفاعا بنسبة تجاوزت 7 في المائة ثم كل من الصقر وكيمانول والبحر الأحمر بنسبة أعلى من 6 في المائة، وجاء سهم كيان في مقدمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث الكمية بحوالي 44.6 ملايين ثم الإنماء ومعادن وسابك وبتروكيم وإعمار، في حين احتل سهم كيان قائمة الأكثر من حيث القيمة، حيث تداول بما يقارب مليار ريال ثم سهم سابك بحوالي 703 ملايين والإنماء ب 290 مليون.