منذ 25 يوما، تقبع أسرة مواطن مكونة من ثمانية أفراد بين جدران شقة مفروشة تكفل بدفع إيجارها فاعلو خير، إبان سكن الأسرة خيمة في مشعر مزدلفة طيلة 30 يوما خلت. وكان الداعية في سجون مكةالمكرمة أحمد الشهراني وجد عن طريق الصدفة الأسرة التي اتخذت من خيمة متهالكة مسكنا لها، فيما كانت بقايا أثاثهم المستعمل داخل صناديق ورقية متناثرة إلى جوار خيمتهم. وأوضح الشهراني أنه اعتقد بادئ الأمر بوجود باعة متجولين داخل الخيمة، بيد أنه اكتشف وجود أسرة بأكملها، مضيفا «عقب معرفتي بوضع الأسرة المتردي، بادرت بنقل أحوالها إلى فاعلي خير ساهموا في توفير سكن مؤقت لهم، حتى توفير مقر دائم لسكناهم، وتحسين وضعهم المعيشي». وفي حين رفض رب الأسرة فكرة ظهور قصته إعلاميا؛ خشية نظرة المجتمع إليه، اقتنع بالحديث ل «عكاظ» عن معاناته، قائلا: «أصيب والدي بالسرطان عام 1426 ه، واضطررت لمرافقته في المستشفى آنذاك، ما أدى لتغيبي عن العمل غير مرة، وجرى فصلي لاحقا، وللأسف فإن والدي فارق الحياة في العام ذاته». وأردف المواطن، الذي يحمل تقارير طبية تفيد بإصابته بالضغط والسكري إلى جانب معاناته من مرض نفسي، أنه خلال الأعوام الماضية حاول جاهدا البحث عن عمل ولكن دون جدوى، ما اضطره مطلع العام الجاري لتسليم شقته والانتقال بأسرته إلى استراحة بشكل مؤقت. واستطرد: «لم أتمكن من سداد إيجار الاستراحة، فأخذت ما تبقى من أثاث منزلي متوجها به إلى مشعر مزدلفة، حيث نصبت خيمة متواضعة بالقرب من دورة مياه، كنا نستخدمها لغسل ملابسنا وأحيانا للطبخ». وزاد أن أبناءه فصلوا من مدارسهم جراء تردي وضعهم المادي والمعيشي، في حين تفرغت زوجته لطلب المساعدة من المساجد المجاورة، وظلوا يقتاتون على ما توزعه المساجد من وجبات لإفطار الصائمين يومي الاثنين والخميس. وانتهى المواطن إلى أنه تقدم بطلب إلى هيئة الإسكان العامة ولا زال في انتظار ردهم، في حين رفضت إدارة الضمان الاجتماعي منحه مصروفا شهريا بحجة قدرته على مزاولة العمل بحسبه.