اتبعت أسرة مبارك المطيري ، نهج أسر سعودية عدة، وجدت نفسها في الشارع ، فجأة ، بين ليلة وضحاها ، بسبب عجزها عن تسديد الإيجارات المتأخرة عليها، فذهبت بما تملك من أثاث وأمتعة، حاملة معها همومها وأحزانها، صوب كورنيش الدمام، باحثة عن ملجأ، يأويها، فكان نصيبها خيمة متواضعة، تطل على مياه الخليج. المطيري وأبناؤه في خيمتهم بكورنيش الدمام (اليوم) المطيري البالغ من العمر 75 عاماً ، يؤكد أنه لم يجد غير الذهاب لكورنيش الدمام، كي ينصب فيه خيمته ، وقال : «نجح صاحب البيت الذي أسكن فيه، في استصدار قرار من بلدية وسط الدمام، التي أمرت بهدم البيت، من أجل ترميمه، وقام بإخراجي من المنزل عنوة، فتوجهت على الفور إلى كورنيش الدمام، ليكون مأوى لي وأسرتي المكونة من 12 فرداً»، مبدياً مخاوفه من «ضياع أبنائي، وانحرافهم، إذا طال مكوثنا في هذه الخيمة، دون أن نجد من يقدم لنا العون والمساعدة، لإنقاذنا. وتسكن عائلة المطيري الكورنيش منذ 10 أيام، ولا يعلم، إلى متى سيبقى في الكورنيش، أو ماذا يحمل له المستقبل ويقول: «أنام وأفراد أسرتي من أولاد وبنات، وزوجة، في هذه الخيمة المتواضعة، وأقتات على ما يجود به أهل الخير، وفاعلوه، الذين يتألمون لحالي، ويروني بهذه الحالة، التي يرثى لها»، مؤكداً «لم أجد مكاناً، أذهب له سوى هذا المرفق العام، وذلك لعدم قدرتي المادية على استئجار شقة»، موضحاً «طرقت كل الأبواب التي تقدم مساعدات لأفراد المجتمع من الجمعيات والهيئات الخيرية إلى أهل الخير، ولكن دون فائدة تذكر، ما زاد من معاناتي، أنني شخص مريض، وأعاني من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى أن عدداً من أبنائي يعانون من إعاقات.وتابع المطيري حديثه: «أنا رجل طاعن في السن، وليس لدي مصدر دخل، كي أصرف به على أسرتي أو انتشلها من غياهب المعاناة التي أمر بها، سواء اعانة شهرية أو غيرها، مما زاد من وضعي، وجعلني غير قادر على تأمين إيجار المسكن الذي طردت منه عنوة»، مناشداً أهل الخير والجهات المعنية، مساعدته في تجاوز معاناته، .ونفى المطيري أن يكون اختياره لكورنيش الدمام للفت أنظار المسؤولين إلى معاناته «لست في حاجة إلى هذا الأمر، فمعاناتي، يفترض أنها واضحة للعيان، ولدي ما يثبت كل ما جاء في ثنايا كلامي»، مؤكداً «ذهبت إلى الكورنيش، لأنه من أملاك الدولة، وليس من أملاك أشخاص، ربما يرفضون بقاءي في أرضهم»، مضيفاً «اعتقد رجل سعودي، اقترب من الخيمة أنني أتنزه في البر، كما يفعل الأثرياء، ولكن عندما رأى أبنائي بهيئتهم تلك، أيقن أنني رجل فقير، فدعا لي بتيسير الأمور، والستر على أبنائي، بعد أن منحني بعض المساعدات العينية».