في الوقت الذي نبارك فيه للمهندس خالد الملحم الثقة الملكية في التجديد له برئاسة الخطوط الجوية السعودية لأربع سنوات قادمة، إلا أن هذه الثقة وهذه المسؤلية الصعبة تستلزم أن نبثه شكوانا وأن نطلعه على ما يتعرض له المواطن المضطر للسفر عبر الخطوط السعودية من مشاكل وعقبات، وما تكرر من سوء خدمة وتأخير لأغلب الرحلات لمدد تطول وتقصر، فقد كانت هذه العقبات في السابق تحصل ولكن ليست بهذا الحجم وهذا الكم الذي يكاد يكون يوميا، فقد قرأت الكثير وسمعت الأكثر مما يعانيه إخواننا الذين يضطرون للجوء إلى خطوطنا العزيزة، وأكاد أقول الوحيدة. وقصتي مع الخطوط السعودية قصة واحدة من آلاف القصص المحزنة والمؤلمة والتي تؤخر المسافر عن وجهته مما يضيع الفرص التي من أجلها سافر، والكثير مرتبط بمواعيد محددة الوقت في مراجعة مستشفى أو موعد مهم أو بمواصلة الرحلات من مطارات أخرى، فتأخره عن الوصول في الوقت المحدد يفقده ما ذهب من أجله. ذهبت ظهر يوم الثلاثاء 13/5/1431ه إلى المدينةالمنورة عن طريق مطار الملك خالد بالرياض، وكنت قد حجزت وقطعت التذكرة قبل أسبوعين، وحدد موعد الإقلاع الساعة 12:50 ظهرا، وقد حضرت من الساعة العاشرة والنصف وغيري كذلك، ولم يطلب منا الصعود للطائرة إلا في الواحدة والنصف وبقينا على متنها 50 دقيقة، وقد اعتذر الكابتن بوجود خلل سيتم إصلاحه، ثم طلب منا النزول مع أخذ الأمتعة، وفي الساعة الثالثة والنصف سافرنا بحمد الله بطائرة أخرى، ولم نصل إلا بعد الخامسة. وفي العودة مساء الخميس 15/5، كان حجزنا على الرحلة 1468، والمفترض إقلاعها الساعة الثامنة فوجدنا أن موعدها 8:45، ولكوني أعرف أن هناك رحلات أخرى للرياض فقد بكرت وحضرت من الساعة 5:30، وترجيت الموظف المختص إذا كان بالإمكان تقديم سفري في الطائرة التي ستغادر بعد السابعة، ولكنه اعتذر لعدم وجود إمكانية فقبلت عذره، وأبقاني في الانتظار حتى الساعة 6:30 حتى تفتح للرحلة المذكورة لتسجيل ركابها. بقينا ننتظر في المكان المخصص للركاب، وقد اكتفى وأصبح عدد الوقوف أكثر من الجلوس وبينهم المقعد على كرسي متحرك والأطفال وكبار السن، وفي الثامنة والربع طلب من ركاب رحلة الرياض 1468 الحضور لموظف الاستقبال لتغيير بطاقات الصعود للطائرة؛ لأنها ألغيت وسيتم سفرهم على الرحلة التي تليها رقم 1438 في التاسعة والنصف، أي بقينا في مطار الرياض أكثر من خمس ساعات، ومثلها في مطار المدينةالمنورة، وكم كنت أتمنى لو سافرت عن طريق البر رغم طول المسافة.. هذا فقط مثال بسيط حصل لي فكيف بغيري ممن تضطره أموره ومصالحه للسفر المتكرر، وكان سفري للمدينة للمشاركة في ملتقى العقيق الثقافي، وقد عرفت بعدم حضور الكثير من المشاركين من الرياضوجدة بسبب عدم وجود حجز أو لتأخر الطيران وإلغاء بعض الرحلات. هناك ملاحظة أخرى تعرضت لها. ففي العام الماضي، حجزت وقطعت تذكرة لجدة وتعرضت لوعكة اضطرتني للدخول للمستشفى ليلة السفر، وبعد خروجي ذهبت للخطوط ودفعت الغرامة عن كل محطة 70 ريالا؛ لأنني لم ألغ الحجز قبل يومين. وعندما رغبت في الذهاب إلى المدينة ذهبت لمكتب الخطوط في المطار القديم في الرياض يوم الجمعة، وقد اخترت هذا اليوم لقلة المراجعين، فوجدت ورقة ملصقة على الباب تفيد بأنهم لا يعملون أيام الخميس والجمعة، وعلى من يريد خدمة الذهاب إلى مكتب الخطوط في المروج، فذهبت إلى هناك ودخلت الطابور الطويل لأخذ رقم للانتظار، ووجدت ردود فعل متباينة بين المراجعين، فمنهم من يتبرم ويسخط على سوء التنظيم وعلى بطء العمل، ووجدوا أحدا من كبار السن يحوقل ويقول إن الخطوط قد أصبحت مثل الميت الذي ينتظر الدفن فالضرب بالميت حرام.. بعد أن وصل دوري قلت للموظف: سأستبدل تذكرتي والتي دفعت قيمتها من جيبي أي ليست حكومية مغلقة، فقال: مكتب تبديل التذاكر مغلق ولا يفتح إلا خلال الدوام الرسمي، وهو خارج هذا المكتب أو تذهب إلى مكتب المطار القديم خلال الدوام الرسمي، فذهبت بعد أيام إلى المطار القديم، وأخذت رقما وانتظرت دوري وعندما وصلت للموظف قال بكل بساطة: نحن لا نستبدل التذاكر، فقلت: هذه مدفوعة القيمة مني وليست حكومية، فقال: حتى ولو، فعدت أدراجي وقطعت تذكرة جديدة للمدينة وما زالت تذكرة جدة لدي، وقد طلبت من وكيل الخطوط إضافتها لتذكرة أخرى، فقال إن الخطوط لا تسمح بالتغيير والإضافة إلا عن طريق مكاتبها الرسمية.. هذه إحدى المشكلات التي تعرضت لها وما أكثرها، فالمهم هو علاج مشكلة التأخير وعدم الانضباط في المواعيد والتي زادت عما كانت عليه في السابق. نحن لا نطالب بالتطوير، بل نطالب بالعودة إلى ما سبق قبل عشرين عاما، فقد كان التأخير الضروري يحصل بشكل عارض وشبه نادر، أما اليوم فمع تجهم وجوه المسؤولين ومقابلتهم للمسافرين وكأنهم متسولون على مائدة الطعام، أرجو فقط أن نستفيد من تعامل وانضباط الخطوط الأخرى المجاورة لنرى الفرق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة