ما الذي جرى لخطوطنا.. فقد كانت من أوائل الخطوط تنظيما، وحسن استقبال، ووجبات مميزة، وخدمة ممتازة، ومواعيد مضبوطة. ثم ما لبث الوضع أن تبدل إلى حال لا تسر..! عزمت زوجتي أن تقضي إجازة الحج لبضعة أيام في زيارة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم). وحجزت مقعدين على الطائرة في وقت مبكر.. على الدرجة المتاحة.. درجة رجال الأعمال، يوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة على الرحلة (1452) التي تقلع من جدة إلى المدينةالمنورة في الساعة (4,50) عصرا. لقد واجهتنا الخطوط السعودية في رحلتنا هذه بأربع مفاجآت.. كانت المفاجأة الأولى أن مقاعد الطائرة قد أحيلت جميعا إلى درجة واحدة هي (درجة الضيافة).. وفي المطار، انتظرنا في صالة الركاب نداء الخطوط بالتوجه إلى بوابة السفر، غير أن موعد الإقلاع حل دون أن يعلن عن ذلك.. حتى إذا تجاوز وقت الإقلاع، استبد بالركاب القلق الذي قطعه إعلان من مكبر المطار، (المفاجأة الثانية) أن الطائرة ستتأخر عن الإقلاع ساعتين (أي إلى الساعة السابعة مساء) لأسباب فنية. ثم حلت السابعة دون أي إعلان جديد. في الساعة (7،15) أعلن المكبر عن توجه الركاب إلى بوابة السفر. وفي الطائرة (المفاجأة الثالثة) وجدنا أن المقاعد مقسمة كالعادة إلى الدرجات الثلاث. والمضيفون والمضيفات يصنفون الركاب (عشوائيا) على الدرجات الثلاث، فيوجهون كيف شاؤوا هذا إلى الدرجة الأولى، وذاك لدرجة رجال الأعمال، وثالث إلى درجة الضيافة ومن أصر من الركاب على التوجه إلى الدرجة الأولى تركوه، وكذلك الأمر بالنسبة لدرجة رجال الأعمال. وما أن استقر الركاب في مقاعدهم حتى أعلن مذيع الطائرة (المفاجأة الرابعة) أن الإقلاع سوف يتأخر (عشر ) دقائق لعدم اكتمال الأوراق الخاصة بتقفيل الرحلة بسبب تعطل أجهزة الحاسب الآلي في المطار.. الأمر الذي اضطرهم إلى إتمام أوراق التقفيل يدويا. والعشر دقائق امتدت إلى ساعتين.. فلم تقلع الطائرة إلا في الساعة (9,15) بعد أن كان المؤشر الأصلي الساعة (4,50)! أما في العودة من المدينةالمنورة إلى جدة فقد كان موعد الرحلة رقم (.....) في الساعة (8,10) صباح يوم السبت 11 من ذي الحجة، حاسبنا الفندق وغادرنا قبل السابعة فوصلنا إلى المطار في الساعة (10,00) وهنا واجهتنا الخطوط (بالمفاجأة الخامسة) إذ أخبرنا مكتبها أن الطائرة سيتأخر إقلاعها إلى الساعة (1,15) ظهرا.. هكذا ؟! ودقت الساعة الواحدة ظهرا.. ثم تعدت (المفاجأة السادسة) دون أي إعلان جديد وظل الركاب (في حيص بيص) هل سيسافرون أم يعودون إلى فنادقهم مجددا..! وما هي إلا ساعة تأخير دون أي تنبيه أو اعتذار حتى أعلن المطار التوجه إلى بوابة السفر ومنها إلى الطائرة التي أقلعت في الساعة (2,15) أي بعد تأخير عن موعدها الأصلي بست ساعات لا أقل. إننا لا نعترض على تأخر إقلاع الرحلة عن مواعيدها في تلك الأيام التي أغرقت الأمطار جدة، ودمرت المنازل، وقضت على أرواح غرقا، وخلفت مصابين ومفقودين، وحطمت سيارات، وقطعت الكهرباء، وعطلت أجهزة وآلات.. إنما الاعتراض على أن الخطوط لم يعد الركاب من اهتماماتهم فلا تقيم لهم وزنا، ولا تبالي بإشعارهم سلفا.. بل تتركهم بالساعات في حيرة من أمرهم فلا هي تهاتفهم مبكرا أو تبعث لهم رسائل هاتفية لإبلاغهم بالتأخير قبل مغادرتهم منازلهم، ولا هي تهيء لهم أماكن للراحة، أو توجههم إلى فندق على حساب الخطوط (كما تفعل بقية الخطوط العالمية في مثل هذه الظروف). لقد عاد الركاب بعوائلهم من مطار المدينة في ذلك الصباح إلى الفنادق وإلى غرفهم التي تركوها بعدما انتهت علاقتهم بها ليدفعوا من جديد أجرة ليلة كاملة نظير ساعات يقضونها انتظارا للإقلاع الجديد للرحلة. من يتكلف أجرة (الفندق الجديدة؟.. أليست الخطوط مكلفة بذلك؟.. كلا فالعاملون في الخطوط يقولون دبروا أمركم، لا نستطيع أن نقدم لكم شيئا حتى وجبة العشاء التي عمدت الخطوط بوفيه المطار بتقديمها إلى الركاب في مطار جدة لم يكن للركاب خيار في انتقاء ما يشاؤون من أطعمة البوفيه، وإنما حددت الخطوط لهم أنواعا منها دون أنواع! لقد شعر الركاب في كلا المطارين أن الخطوط تستخف بهم.. وتتجاهلهم ولا تعبأ بهم، وليس في أجندتها احترامهم أو تقديرهم طالما أن ثمن التذكرة قد دخل في خزينتها. فإلى متى خطوطنا العزيزة تشيحين بوجهك عن من كانوا مصدرا لدخلك وعونا لوجاهتك.. إلى أين المسير؟!. كلنا أمل أن تعود الخطوط إلى سابق عهدها.. تؤدي واجبها نحو الركاب ولا تتنصل منه.. تخدمهم وتحافظ على راحتهم.. وما ذلك على الله بعزيز. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة