من المقرر أن تستأنف سوق الأسهم السعودية اليوم تعاملاتها، ليبدأ المؤشر العام من نفس نقطة إغلاق الجلسة السابقة، والمحددة عند مستوى 6818 نقطة، ضمن محاولة لتصحيح المسار الأفقي الذي كرس الضبابية على التعاملات. وتعتبر الفترة الحالية من الفترات التي تستجيب فيها السوق المحلية لمؤثرات الأخبار الواردة من الأسواق العالمية وبكافة أنواعها، نظرا لغياب المحفزات الشخصية للسوق السعودية، حيث تعم أغلب الأسواق العالمية حاليا، موجة من التشاؤم بسبب المخاوف من أزمة اليونان، ومصير قروض الإنقاذ المقدمة إليها، مما أثر سلبا على أغلب جلسات افتتاح تلك الأسواق العالمية أمس الجمعة، مما يعني أن تعافي الأسواق أصبح شبه مرهون بإيجاد حلول جذرية ومعرفة مدى عزم دول الاتحاد الأوروبي، في دعم دول تقترب من حالة الأزمة اليونانية، فلذلك من الأفضل قراءة الصورة من جميع الجوانب وبشكل منطقي. إجمالا السوق السعودية من الأسواق الناشئة التي ترتبط نفسيا مع حالة الأسواق الأجنبية، فمن المتوقع أن تستمر السوق في المسارات الحالية، وذلك حتى انقشاع الأزمة اليونانية فعليا، وليس من خلال التصريحات، فهناك تداخل في الأزمة بين البنوك من خلال أسعار الفائدة والتمويل، والعملات من حيث ضعف اليورو أمام العملات الأخرى التي ستلقى بظلالها على كثير من اقتصاديات الدول الواقعة في منطقة اليورو. وبالعودة إلى تتبع حالة السوق السعودية ومنذ الصعود فوق خط ستة ألاف نقطة بدأت أكثر تماسكا، فليس مرهون تصحيح المؤشرات أو حتى الأسعار بالهبوط، فيمكن تصحيح وفك الاختناقات وتهدئة السوق والمؤشرات والأسعار بالمسارات الأفقية. والمعروف أن السوق السعودية أمضت وقتا طويلا فوق خط ستة آلاف نقطة، وذلك من خلال الصعود ثم الاستقرار ثم الهبوط، وهذا يعني أن الثقة في السوق تأتي تدريجيا، ولكن سرعان ما تفقدها، بسبب عدم استقرار مؤشرات السوق، بالرغم أنها من الناحية الفنية تصحح مساراتها الثلاثة في الآونة الأخيرة بطريقة منطقية، وذلك بسبب استحواذ الشركات القيادية على الأكثر من حيث القيمة. ومن المتوقع أن تستمر السلبية في أغلب جلسات الأسبوع الحالي، مع الاتجاه نحو الاستقرار في أحسن الأحوال وسوف تستغل المحافظ الكبيرة، والتي تجيد قراءة الصورة بشكل جيد، الأوضاع الراهنة لتجري تبديل مراكزها المالية، خصوصا وأن هناك شركات أقل من سعر الاكتتاب، وأسهم شركات سجلت قيعانا سنوية وأخرى سجلت قيعانا تاريخية، بمعنى كل سهم يخضع لوضعه الخاص، ولكن السوق بمجملها تتماشى مع نفس التوجه للأسواق العالمية. من حيث الناحية الفنية وبالنسبة للمؤشر العام، يقع حاليا في منطقة ضبابية بين دعم 6711 نقطة والتي يعتبر كسرها والإغلاق أسفل منها الدخول في مسار هابط جديد وقمة 6918 نقطة، والتي يعتبر تجاوزها والإغلاق أعلى منها بداية الإيجابية، فالسوق حاليا تحتاج إلى تقنين في الشراء، وعلى شكل دفعات وبأسعار متفاوتة.