هوى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس إلى أسفل، على خلفية الهبوط الذي عم أغلب الأسواق العالمية في نهاية تعاملاتها الأسبوعية، لتفتتح جلستها على تراجع، في محاولة لترميم الأخطاء التي حدثت مطلع الأسبوع الماضي عندما هبط أكثر من 300 نقطة، ومحاولة أخرى لتلافي السلبية التي صاحبت الارتداد الذي تلا الهبوط، عندما ارتدت السوق ككتلة واحدة، بعدما شهدت عمليات بيع مكثف، سجلت على أثرها بعض الأسهم قيعانا جديدة. إجمالا وبغض النظر عن الأسباب والدواعي التي تقف وراء هبوط السوق وعدم استقرار مؤشراتها منذ فترة تصل إلى حوالي أربعة أعوام، إلا أن مسألة غياب صناع السوق في مثل هذه الأزمات ما زال مدعاة للتساؤل، إذ ليس من المعقول أن تتفاعل السوق السعودية أكثر مما تفاعلت أسواق مالية بمنطقة اليورو، وذات علاقة مباشرة باليونان، بعكس السوق المحلية التي لا ترتبط معها بتجارة أو استثمارات يعتد بها، فمن أبرز العوائق التي تقف عائقا في جذب السيولة الاستثمارية إلى السوق هي عدم استقرار مؤشراتها، حتى أصبح الصعود المفاجئ والهبوط القاسي سمة من سماتها. ولم تنجح السوق أمس في تعديل وتلافي بعض الأخطاء السابقة بالشكل المطلوب، خصوصا من حيث طرد السيولة الانتهازية، والتي عادت إلى الارتفاع، مقارنة بسيولة الجلسة السابقة، مما يعطي انطباع أولى، على الأقل في نظر صغار المتعاملين، بأن السوق تعاني من بيع حقيقي إلى جانب عمليات تدوير باتجاه نزولي للضغط على مؤشر السوق وشركاته، في الجلسات المقبلة، مما يعني أن هناك أسهما لديها القدرة على التماسك ولكن تراجع السوق ككتله واحدة يجبر بعضها على كسر أسعار دعم جيدة، فلذلك يعتبر أي ارتداد فرصة للتخفيف، وترتيب المحفظة من جديد. وعلى صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر العام تعاملاته اليومية على تراجع وبمقدار 152.33 نقطة أو ما يعادل 2.28 في المائة، ليقف على خط قاع القناة السفلى، في المنطقة المحيرة، التي تميل إلى السلبية، موجلا بداية الإيجابية بتجاوز خط 6588 نقطة، مع أنه من المحتمل الاصطدام بحاجز 6552 نقطة، ويعتبر أي تداول تحت هذا الخط في أغلب فترات الجلسة أن السوق سلبية وتنتظر افتتاح الأسواق العالمية غدا وقد افتتحت السوق جلستها اليومية على هبوط بلغ قوامه خلال الساعة الأولى حوالي 190 نقطة، كاسرا بذلك خط الدعم الرئيسي والمحدد عند مستوى 6517 نقطة، وكان تدفق السيولة متسارع، تجاوزت ملياري ريال قبل انتهاء فترة الساعتين الأولى من بدء الجلسة، تغلبت خلالها قوى البيع على الشراء، كان يقود حالة الهبوط سهم سابك بكسر سعر 98 ريالا، والمؤشر العام يقترب من القاع السابق والمحدد عند مستوى 6469 نقطة، عندما سجل أدنى قاع يومي عند مستوى 6493 نقطة، والذي منه ارتد، وفي الخمس الدقائق الأخيرة شهد ارتفاعا متواصلا عن طريق سهم سامبا ليقلص خسائره الصباحية إلى حوالي 152 نقطة وبحجم سيولة قاربت على أربعة مليار بزيادة ما يقارب 700 مليون عن الجلسة السابقة، وبلغت كمية الأسهم المنفذة حوالي 152 ملايين، توزعت على أكثر من 90 ألف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 14 لشركة، وتراجعت أسعار أسهم 122 شركة من بين مجموع 138 شركة تم تداول أسهمها خلال الجلسة.