تزوجت من رجل مطلق، له ولد يدرس السنة الأولى الابتدائي، كنت سعيدة معه مع أنه كان يتذكر زوجته يوميا، وكان يثني عليها، وعندما يشعر بضيقي يؤكد لي أنه طلقها ولم يعد يحبها، كنت أغار من كلامه عنها، لكنني في نفس الوقت أتصنع عدم التأثر، وأتفاعل معه بكلامه، وأقول في نفسي غدا ينساها، مرت الأيام وحملت بطفلتي الأولى وبدلا من اقترابه مني، زادت المشاكل فقد صار يصنع المشاكل من لا شيء، وبدأ يعيب علي وعلى شكلي وملابسي، وإن ساءت ظروفي الصحية لا يذهب معي إلى المستشفى، ويهزأ بي، وأنا مع ذلك صامتة لا أتكلم، وكل ما أفعله أنني أبكي، وإذا عاد إلى البيت تأسفت له وصالحته مع أنني لست المخطئة، والمؤسف أنه صار يتمادى بإهانتي ويشتم أهلي في غيابهم ويحترمهم في وجههم، وإذا عدنا للبيت يعيب بهم، وبسبب ظروف عملي طلبت من أخي أن يسكن معنا وكانت لدينا خادمة ذات يوم خرجت من المنزل والتقت بأخي عند الباب وتحدثا سويا واكتشف أمرهما صاحب المنزل، الذي أبلغ زوجي بالأمر، فخاصم أخي رغم اعتذاره واعترافه بالخطأ، لكن زوجي لم يقبل اعتذار أخي ورفض حتى السلام عليه، ولم يكتف بذلك حتى أهلي خاصمهم ولم يعد يكلم أحدا منهم، وصار يحتقرني بشكل غير طبيعي ويتكلم عني بأوسخ الألفاظ، ويهددني بالزواج من امرأة ثانية، وحين أنجبت ابنتي الثانية أجبرني على ترك الوظيفة، ومنعني من زيارة أهلي إلا كل ثلاثة أشهر ولمدة ساعتين فقط، وصار يسافر للخارج وتأثر بالمغريات الموجودة، وإذا طلبت منه أن يشتري لي أو لبناتي شيئا يرفض، ويعتذر بعدم وجود المال معه، علما بأن كل ما يحتاجه هو أو ولده يشتريه، ورغم كرمه في الأكل والشرب لكنه بخيل في اللباس والعلاج، والطامة الكبرى أنه هو نفسه أصبح يتكلم مع الشغالة ويمازحها، ويوقظها من النوم حتى تجهز له أكله مع أني أكون مستيقظة وأسأله إن كان يريد شيئا، لكنه يرفض ويرد علي بقوله أذهبي ونامي، فهل أطلب الطلاق منه مع أني خائفة على بناتي، وكيف لي أن أتفاهم معه وهو في الأساس رافض أن يتدخل أحد بيننا ويعادي كل من يتكلم معه ولو بكلمة واحدة في هذا الخصوص، فما الحل؟. سمية جدة استمرار الحياة بهذه الصورة مصدر تعب وقلق لك بلا شك، وتركه يعني المزيد من الإهانة لك، وكذلك المزيد من احتقارك واحتقار أهلك، وهناك علامات كثيرة تشير إلى أنه ليس مقتنعا باستمرار الحياة معك، إضافة إلى أن العلاقة غير المقبولة مع الخادمة وسفره وتأثره يشيران إلى أنه يعاني من اكتئاب وانحراف أخلاقي، وعليك أن تتأكدي أن حياة ابنتيك في جو به أب بهذه الصفات لن يكون أفضل مما لو عاشتا بعيدا عنه، هذا لا يعني أن الحل السريع هو الطلاق، وإنما الحل أن يتدخل أهلك حتى لو كان رافضا لتدخلهم، فبقاؤك في داره يعني المزيد من الإهانة والمزيد من الاستفزاز لمشاعرك، وبالتالي المزيد من الشعور بالألم والإهانة، والزواج يا ابنتي ينبغي أن يقوم أساسا على المعروف، والأمن والاحترام، فإن شابته بعض الشوائب بين الحين والآخر نقول على الطرفين أن يحتملا ذلك طالما كانت المساحة الكبرى من الحياة الزوجية طيبة بمجملها، أما حين تتحول الحياة إلى مصدر للتنغيص والإهانة والاحتقار والتحكم فإن طعم المرارة بها يزيد إلى الحد الذي تصبح به صعبة، ومع كل ذلك لا يستطيع ولا يحق لأحد أن يقرر عنك فأنت أدرى بظروفك، ولو كانت لي بنت تعيش ظروفك وتتعرض لكل هذه الإهانة فلن أقبل باستمرار حياتها مع مثل هذا الزوج، مع ذلك حتى نكون منصفين وحتى نتناول المسألة بطريقة عادلة فلابد من تدخل أحد الحكماء، يسمع منك ويسمع منه قبل البت بموضوع الاستمرار أو الانفصال، ينبغي أن نعرف بالضبط ما الذي تفعلينه معه مع يقيني أنك ساهمت في زيادة تجاوزاته حين كنت تعتذرين منه، مع أنك لم تكوني المخطئة، أسرعي بإخبار أحد الحكماء من أهلك وليحاولوا توضيح ما يرتكبه من أخطاء، وتذكري أن بعض الرجال يزدادون غيا حين لا يجدوا من يقف في وجه ظلمهم من أهل الزوجة.