تحدثت في المقال السابق عن مشكلات المسلمين في فرنسا المتنوعة وخصوصا مع عدد من الجاليات الإسلامية فيها، ومن ضمنها معركة الحجاب التي يتحاشى المسؤولون الفرنسيون الحديث عنها وعن حلولها الممكنة، ولكن رئيس البرلمان (برتار اكوييه) المؤيد للحظر التام للنقاب لايريد اللجوء إلى إجراء طارئ ويوافقه الرأي رئيس مجلس الشيوخ (جيرار لاريشيه) وفي الوقت نفسه لم يحظ بعد نص المشروع الذي أعده رئيس الكتلة النيابية الأكثرية (جان فرانسواس اكوبيه) بتأييد جميع النواب الأعضاء فحلفاؤه في الحزب (الوسط الجديد) لم يوقعوا بعد على النص المشروع ومن غير المؤكد أن كل النواب في الأكثرية سيؤيدون تسريع العملية. أما المعارضة الاشتراكية فتبدو في حالة من الارتباك بين رفضها التام للنقاب ومعارضتها فرض قانون للحظر الشامل لأنها تعتبره صعب التطبيق وفي الوقت نفسه تتهم ساركوزي بمحاولة إخفاء فشل سياسته الاقتصادية بالنقاب.. وتجاهل الرئيس نيكولا ساركوزي وحكومته توصيات المجلس الدستوري الذي اعتبر أن الحظر في الأماكن العامة قد لايكون قانونا ولم تعر الحكومة اهتماما لتوصيات لجنة البرلمان خاصة اقتراح فرض قيود على النقاب في الدوائر العامة ووسائل النقل وليس في كل الأماكن العامة وبررت الحكومة قرارها هذا بأن (كرامة المرأه لاتتجزأ) وأن القانون سيطبق على السائحات في فرنسا. بينما كشفت مصادر دبلوماسية أن الخارجية تحاول تفسير منع النقاب للدول الإسلامية مستندة في دفاعها على حجج علماء مسلمين يقولون إن النقاب ليس فرضا دينيا. علما أن مخالفة السائقة المتنقبة التي طلب الشرطيان أوراقها الثبوتية وهو ما يحصل عادة في شوارع كل المدن. ولكن الأمر خرج عن الروتين عندما قرر الشرطيان تغريمها بمبلغ قدره 22 يورو، لأنها متنقبة ولأن النقاب يعيق نطاق رؤيتها مما يعرض حياتها وحياة الآخرين للخطر، واستند الشرطيان في قرارهما هذا على بنود قانون السير الفرنسي الذى يقول: إن السائق ينبغي أن يحظى بقدرة كاملة على حركة الرؤية أثناء القيادة. ولكن القصة لم تنته عند دفع الغرامة بل إن النقاب أصبح قضية وغدا الجدال الدائر حول اقتراح الحكومة بحظر النقاب كليا في فرنسا، فالتفاعلات التي ترتب عليها إثبات صحة مايقوله مؤيد حظر النقاب عن انتهاكه كرامة المرأة تعود إلى إخفائه لنزعات أصولية. لانعلم إلى أي مدى ستصل قضية النقاب هذه في فرنسا وتأثيرها على الدول المحيطة وعلى عموم المسلمات المنقبات في بعض الدول الأوروبية.. ولكن ما يثير الاشمئزاز والاستنكار الشديد هو ما يحمل به بعض المسلمين الدين الكثير ظلما وزورا متناسين الأحكام الشرعية في هذا الصدد.. (فا الياس حباب) اعترف بأن له زوجة واحدة والباقيات عشيقات، وهذا محرم في الإسلام فكيف بمسلم يبيح التعداد إذا اقتدر فالنص القرآني ( فانكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ).. ولكن إلياس تلاعب بالقوانين لأنه وجد العشيقات أمرا غير محرم في القانون الفرنسي وبذلك يثبت على نفسه بأنه غير مسلم فكيف لمسلم أن يتخذ عشيقة بمعنى أنه لا يفقه في الإسلام شيئا ويرضى على نفسه أن يوصف بأن له عشيقات حتى لايخسر جنسيته الفرنسية وهو ما يستبيح هذه الخسارة من خسائر أخرى في حياته. همسة ما أقسانا نحن البشر حينما نتلاعب بالمنطق.