شهدت تداولات الأربعاء أوضاعا غريبة طغت عليها السلبية كثيرا لأسباب كثيرة لعل من أهمها انخفاض أسعار النفط بشكل حاد في يوم واحد سبق تداولات الأربعاء إذ انخفاض سعر خام نايمكس بأكثر من 5 في المائة وهبط من قرب مستويات 85 دولارا ليغلق يوم الأربعاء عند 80.78 دولارا بالإضافة إلى الإخبار السلبية عن تأزم أوضاع بعض دول الاتحاد الأوروبي ومخاوف جديدة من احتمالات تسجيل عجز قوي في ميزانية بريطانيا في حدود 11 في المائة تقريبا الأمر الذي أفقد توازن مسار سهم سابك والبتروكيماويات وسجل خسائر واضحة هبط فيها السهم حتى وصل لسعر 104 ريالات، وسار مع ذلك المسار القطاع المصرفي بقيادة سهم الراجحي وسامبا اللذين لم يكونا في وضع يسمح لهما بالصعود فوق مقاوماتهما السابقة. كذلك كان لقطاع الاتصالات كلمته في هذا المشهد حيث واصل سهم الاتصالات السعودية انخفاضه لما دون مستويات 41 ريالا ولم يستطع بعد ذلك الوصول إليه في وضع يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول حقيقة الأوضاع داخل الشركة والتي انعكست بصورة مباشرة على سعر السهم. وكان لإغلاق الأسواق العالمية على انخفاض شديد بسبب المخاوف من أزمة اليونان ومصير قروض الإنقاذ المقدمة إليها، اثر واضح على إعاقة وصول المؤشر إلى مستويات مقاومة تعتلي المقاومة السابقة عند 6933 نقطة، حيث شهدت السوق كسرا آخر إلى مستوى 6800 نقطة فيما كان 6796 نقطة دعم، ارتد منها المؤشر لكنه لم يصمد أمام حركة البيع التي واجهت سهمي سابك والراجحي في نهاية التداولات. وضاعف المؤشر نزيفه النقطي حتى وصلت الخسائر إلى أكثر من ثمانين نقطة تقلصت عند الإغلاق إلى 68.22 نقطة بعد الارتداد الجيد لسهم سابك الذي أقفل مجددا عند سعر 105 ريالات، فيما أخفق سهم الراجحي في عودته إلى فوق مستويات 82.75 حيث أقفل منخفضا بنسبة 1.75 في المائة عند سعر 81.75 ريال، أما سهم الاتصالات السعودية فاغلق أيضا على انخفاض ضئيل بأقل من 1 في المائة عند سعر 40.80 ريال. إقفال السوق وإن كان فوق مستوى 6818 نقطة، لا يبعث كثيرا على الارتياح ففي ظل استمرار بناء القمم التي تقل عن سابقاتها وكذا بناء قيعان سعرية أعلى من سابقاتها فإن مثل هذا الوضع قد ينم عن نشوء نمط حيرة بمسار صاعد يعطي انطباعا بخطورة التداول والشراء حتى تتضح معالم الاتجاه، فالسوق بدأت تختلف كليا عن الأسابيع الماضية التي سجلت استقرارا ملحوظا في تداولاتها خصوصا قبيل ظهور نتائج الشركات، افتقدت بعدها الكثير من تلك الخصائص التي بعثت على عودة الثقة التدريجية للسوق. وقد يكون الأمل قائما خلال الأسبوع المقبل بزوال أسباب الهبوط للأسواق العالمية وظهور التوقعات المبدئية المتشائمة، وهذا الأمل ربما يكون ناتجا عن تصريحات المفوضية الأوربية التي أعلنت مساء الأربعاء عن توقعاتها بأن منطقة اليورو ستسجل نموا اقتصاديا بأكثر من التوقعات وبأفضل ما تحقق في العام 2009 م. لكن هذه التوقعات سواء على صعيد المنطقة الأوربية أو الاقتصاد الأمريكي، ما لم تقرن ببيانات أسبوعية مبشرة مثل تحسن أوضاع الوظائف وتزايد مؤشرات الثقة ونمو مبيعات السلع المعمرة فانها ستكون فرقعات إعلامية وتأثيرها السلبي أكبر كثيرا من وقعها الإيجابي اللحظي والمحدود. وتنبع أهمية استعراض مثل هذه الأوضاع لما لها من انعكاسات مباشرة على سوق الأسهم السعودية والتي اصبح الكثير من المتداولين يهتمون كثيرا بتحركات الأسواق العالمية وتتبع الأخبار والبيانات الاقتصادية ليطمئنوا على أموالهم التي يضخونها في سوق الأسهم. سلبية المؤشر ربما تستمر خلال تداولات الأسبوع المقبل، فإما أن يستقر الوضع ليومين أو ثلاثة لإعادة التوازن والاستقرار للمؤشر والعودة مجددا وبقوة للارتفاع فوق مستويات 6933 نقطة أو أن الوضع قد يمهد لكسر دعم مهم عند 6770 نقطة وتليه نقطة 6750 نقطة حيث يمكن أن نشاهد نقطة 6656 نقطة كدعم جديد ينطلق بالمؤشر لاختراق المقاومات السابقة وتحقيق مقاومة جديدة عند مستوى 6981 نقطة، حيث ستكون أيضا هذه النقطة من أشد المقاومات خطورة على استقرار المؤشر وربما سيكون هناك انعكاسات قوية قد لا تمكن الكثير من المتداولين من النفاذ منها بشكل يضمن المحافظة على مكاسبهم التي حققوها.