عاد مؤشر سوق الأسهم في الدقائق الأخيرة من تداولات يوم الأربعاء إلى اللون الأخضر وأقفل مرتفعا ب 13 نقطة فوق مستويات 6604 نقاط، بعدما شهد سهم سابك تحولا شرائيا مكثفا، ورفع سعره من 106.25 ريال في أول التداولات إلى109.25 ريال، وأقفل عند سعر 108.75 ريال. وكان الوضع منذ أول الأسبوع وحتى قبيل نهاية التداولات أقرب إلى الدخول في مرحلة جني أرباح حادة نسبيا وإنهاء مسار الحيرة الذي أحاط بالمؤشر ما بين 6550 و 6620 نقطة. ويمكن القول إن نمط الحيرة الذي مر بمؤشر السوق فرضته ظروف عدة تتباين في طبيعتها وتأثيرها وصعبت من مهمة تقرير مصير الوضع بالسوق من استمرار المؤشر بالصعود او العودة لما دون مستويات 6550 نقطة كما يراه العديد من المحللين الفنيين. باختصار السوق كانت تراقب الأوضاع ليس بعينين فقط ولكن بألف عين إن صح التعبير مجازا، فالتوترات السياسية كانت دائما تحت الأنظار، وأسعار النفط من جهة أخرى كانت حاضرة، كذلك الحال بالنسبة إلى تحركات الأسواق العالمية والبيانات الاقتصادية المتعلقة بالدول ذات الاقتصادات الكبرى والتي لا يمكن التقليل من شأن حضورها في مشهد تداولات السوق، بينما كانت عيون أخرى تراقب النتائج التي تراوحت ما بين نمو يوافق التوقعات أو انخفاض يتنافى مع التفاؤل المسبق. وبنظرة شاملة على ملخص النتائج الصادرة نجد أن القطاع المصرفي كان أفضل كثيرا في نتائجه من النتائج السابقة المسجلة في 2009 و 2010 م ، فالتوقعات تشير الى إمكانية حدوث نمو على عائدات الأصول في العام 2011 عما كان عليه العام 2010 م بنسبة 4 في المائة تقريبا، مع توقعات بارتفاع مخصصات تغطية الديون المشكوك في تحصيلها لنسبة 144 في المائة مقارنة ب 122في المائة العام 2010م الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع جودة الأصول المصرفية وقد ينتج عنه ارتفاع في نمو الأرباح بصورة عامة الى 8 في المائة مع زيادة التوقعات بارتفاع معدلات التوزيعات النقدية عام 2012 م. أما قطاع الاتصالات فرغم انخفاضه منذ اول العام بنسبة 9 في المائة تقريبا مقارنة بنسبة هبوط للمؤشر العام تأسيا بنسبة 1 في المائة، لا يعني استمرار العلل التي لازمت هذا القطاع، فالشركات التي تمثل هذا القطاع ينظر إليها حاليا على أنها في وضع أفضل لمواجهة التحديات المحيطة بها والتوقعات متفائلة بإمكانية حدوث انتفاضة في هذا القطاع خاصة لسهم موبايلي الذي يرى المتابعون أن الشركة تسير بخطى ثابتة لتكريس مفهوم النمو المستدام للشركة، فيما سيكون نمو سهم الاتصالات السعودية بطيئا في نموه مقارنة بموبايلي او حتى زين التي سجلت تفوقا عليه بتوقعات النمو. وأعطى مشهد التحول في التداولات يوم الأربعاء صورة أولية عن انتفاضة مرتقبة للمؤشر للتحول إلى المسار الإيجابي القوي مالم يتم كسر نقطة دعم 6550 ثم 6520 نقطة، اذ أن اختراق نقطة 6664 ثم 6732 نقطة سيؤدي إلى مواصلة المؤشر الوصول إلى نقطة مقاومة أخرى 6820 و 6855 نقطة. هذا الوضع أيضا ربما يكون محفوفا بتذبذبات خطرة إذ قد يصار إلى التمويه لاعتبار أن نقطة 6690 أو 6730 نقطة مقاومة تمثل قمة الكتف الأيمن للنموذج المتكون جزئيا، حيث يمكن، إن حدث مثل هذا الوضع لإكمال باقي الكتف الأيمن، ان يحدث هبوط حاد بالمؤشر قد يهبط به خلال أسبوعين تقريبا إلى نقطة 6350 أو 6234 نقطة ومن ثم الارتداد لإعطاء المؤشر عزما أقوى للصعود لمستويات 7000 نقطة.