أفادت مصادر باكستانية أن طائرة أمريكية بدون طيار هاجمت أمس سيارة شمالي وزيرستان القبلية قرب الحدود الأفغانية، الأمر الذي أسفر عن مقتل عشرة مسلحين معظهم من الأجانب. وأشارت المصادر أن ثلاثة صواريخ أطلقت بعد دقائق على سيارة تسير في منطقة مرسى خيل. وتعتبر منطقة وزيرستان الشمالية ملاذا آمنا للقاعدة وطالبان، الذين يقاتلون القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي. وتحتج باكستان رسميا على الضربات باعتبارها انتهاكات لسيادتها، ولكن يعتقد أن المساعدات تقدم للقوات الأمريكية سرا. من جهة أخرى، أفاد مسؤولون أمريكيون أن تقديرات الولاياتالمتحدة تظهر أن الهجمات الأمريكية بطائرات بلا طيار في المناطق القبلية خلال العامين الماضيين، أودت بحياة أكثر من 500 من المتشددين أغلبهم من المستويات الدنيا وأقل من 30 مدنيا. ويقول خبراء أمريكيون إن الأرقام تظهر أن الغالبية العظمى من ال 500 متشدد الذين قتلوا أو أكثر من 90 في المائة، حسب بعض التقديرات هم مقاتلون من المستويات الدنيا، الأمر يثير تساؤلات بشأن مقدار ما تعرفه وكالة المخابرات المركزية عن العناصر المستهدفة قبل أن تقتل. وقال المسؤولون إن التقديرات الأمريكية لعدد قتلى المدنيين تشمل بعض الذين كانوا مسافرين مع متشددين مطلوبين أو يعيشون معهم مثل الزوجة الثانية لزعيم طالبان الباكستانية. وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس قد عقد اجتماعا أمس، مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفاق كياني تم خلاله مناقشة تطورات العمليات العسكرية في منطقة القبائل الباكستانية. إلى ذلك قررت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها رئيس الوزراء الباكستاني جيلاني، إصدار أمر بتوقيف الميجور جنرال نديم رئيس المخابرات العسكرية في فترة الرئيس السابق برويز مشرف، بتهمة قيامه بغسل الموقع الذي اغتيلت فيه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في راولبندي، بعد ساعتين من عملية الاغتيال التي تمت عام 2007. وفي تطور آخر، قرر الرئيس الباكستاني آصف زرداري في اجتماع عقدته اللجنة التنفيذية لحزب الشعب الحاكم أمس استجواب برويز مشرف، ووزير الداخلية الحالي رحمان مالك، والسكرتيرة الخاصة لبينظير ناهد خان، وزير الشوؤن القانونية بابر عوان، في إطار التحقيقات في اغتيال بينظير بوتو. وأشارت المصادر أن نتائج التحقيقات في اغتيال بينظير ستعلن في غضون شهر. وكانت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة قد أنحت بالائمة على الرئيس السابق مشرف، وأجهزة الاستخبارات والمسؤولين الحكوميين، بأنها عرقلت عملية التحقيقات في اغتيال بينظير وعدم إعطائها الحماية الأمنية الكافية.