كنت قد أعددت ورقة أخرى للنشر، لكنني أستبدلها بهذه! فها أنا الآن .. محرر صحافي يكتب لكم من وسط العاصفة! يصف ما يراه بالتفصيل الممل، لأنه مشهد قد لا يتكرر اقتناصه! الرياض الآن في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرا من يوم الاثنين تجتاحها عاصفة ماطرة ولحسن حظي والله أعلم أني في الشارع حيث لا شمس ولا ضي ولا شروق ولا أقدام تمشي على الأرض! كلها سيارات! وهواء عاصف ورعد قاصف وقلب واجف وسائق خائف! هيه يارفيق الرحلة تمهل! قلت هذا للسائق وبعد أن زادت الريح هبوبا قلت له توقف! خذ يمينك وخذ حذرك وقف! تردد وسكت ثم نطق قائلا .. الوقوف أخطر فقد نتعرض لما هو أسوأ! فكرت لثوان ثم تذكرت أن المقود في يده وليس في يدي وأن المقطورة إذا قادها أكثر من ربان غرقت! فاكتفيت به ربان اللحظة وقلت له سق ولا تدخل نفقا! لماذا ليس لنا نحن الموظفين في الأرض.. والطلاب والطالبات أهل الدرس لماذا ليس لدينا ثقافة العواصف! لماذا لم يعلمونا ماذا نفعل إذا داهمتنا فجأة أمطار أو عواصف أو حوادث على الطريق! لماذا همنا أن تسير العجلة في حياتنا ولا يهمنا إتقان التوعية والتثقيف كضرورة لحياتنا! لماذا يبلغ منا الإنسان ما يبلغه من العمر والدراسة ثم يكتشف أنه لا يعرف شيئا! وأنه تحت تهديد القطرات المتساقطة لا يعرف ماذا عليه أن يفعل! يا الله لماذا لابد من لحظة عصيبة كي يدرك الإنسان ما الذي ينقصه أو يدرك من الذي يحبه! ها أنا أنظر إلى شاشة الجوال .. أتساءل بيني وبين نفسي.. ترى من أول إنسان يسأل عن سلامتي؟!.. وخالجني شعور لماذا لا أكتشف من هو يغليني أكثر لأني لا أحتاج إلى لحظة اكتشاف كي أعرف من هو الذي أغليه أنا أكثر!! مر بي خاطر وجل وخجلت من المناسبة فنحن في مناسبة عاصفة مطرية تهدد الشارع وأنا في الشارع!! مما دعاني ألوم نفسي.. (هذا وقته)!! وذهبت بي النفس اللوامة بعيدا فإذا برنين الجوال .. قلت .. ها ياصابر جاءك الفرج! تحفزت مشاعري في حالة فضول غريب .. من يسأل عني كي يطمئن!! عندما نظرت إلى شاشة الجوال وجدتها أمي!! هل أنت في الشارع في طريقك للبيت. لا يمه لم أخرج عشان المطر .. صح أحسن ما خرجت اقعدي إلى أن يهدأ .. ولا تستعملي الجوال .. طيب! ولا تمشي في الأرض الرطبة .. طيب! انتبهي لا تزلقين.. طيب! انتبهي لاتسرعون بالسيارة .. طيب .. وهكذا لم أعلمها أني في الشارع!! ثم بدأت الشائعات عبر الرسائل واحد لقوه متزحلق في حفرة طين! واحد مات من الخوف! واحد مركب سماعات قام يبيعها خايف منها! عشان الرعد! الشارع الفلاني غرقان! ناس طاحوا في حفريات وهلمجرا. فنحن جماعات تحرك قريحتنا الإصابات! لو أن ثقافة المطر بيننا كانت دنيانا بخير! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة