لأول مرة نعرف أسعار حقنة الهيروين والتي تصل مابين 40-50 ريالا للهيروين النقي و30 ريالا للمغشوش منه .. ويابلاش.! وهذه المعلومة لم تصدر من مكتب مكافحة المخدرات أو من سجلات الإحصاء أو من وزارة الصحة بل صدرت من داخل إصلاحية للشباب في مدينة الدمام. ففي هذه الإصلاحية ليس الهيروين فقط الذي يباع بل تحولت فيه عزب العنابر إلى مقاطع للحصول على الخمر المقطر وفي الليل تقرع الكؤوس والأصوات تتعالى: نخبك يا إصلاح وياتهذيب وتعيش الإصلاحية.! تصوروا أن يتم إيقاف شاب من أجل تفحيط سيارة أو شجار أو اقتراف خطأ ما ليدخل إلى هذه الإصلاحية لتهذيبه وإعادة تأهيله فيخرج مؤهلا في تعاطي الكيف ومدمنا على المخدرات. لم تقف صحيفة الوطن في عدد الأمس عند كشف هذه الفجيعة بل أرادت أن تجعلها فجيعة حقيقية وتكشف الغطاء عن كارثة لا تدق فيها الأجراس بل تنفجر فيها القلوب حيث ذكرت أن 22 نزيلا يواجهون مشكلة إصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، أصيبوا به نتيجة تعاطيهم الهيروين داخل الإصلاحية! تصوروا مخدرات ومسكرات وإيدز داخل إصلاحية حكومية وإبر توصل وتتسبب في انتقال مرض الإيدز إلى 22 نزيلا! فهل هذه إصلاحية أو شارع خلفي لإحدى مدن شيكاغو أو المكسيك أو كابول. أقول تلك الدول المشهورة بتعاطي المخدرات تباع في الشوارع وبأسعار زهيدة إلا أن تسعيرة إصلاحية الدمام بالغت في تخفيض سعر الجرعة حيث سعر جرعة الهيروين يصل إلى 30 ريالا، هذا داخل السجن. أما خارجه فيصل إلى 50 ريالا (هذا قول سين أحد النزلاء وكأنه عليم بمواقع البيع هنا وهناك). ويوضح «سين» هذه المفارقة بتبرير أن الهيروين الذي يباع في السجن إنما هو هيروين مغشوش، مخلوط بسكر مطحون. وهو يوضح أن الحصول على الهيروين داخل الإصلاحية ليس أمرا صعبا فهو يباع من خلال أشخاص يروجونه داخل الإصلاحية. ويقول إنه كان يحصل على «إبرة الهيروين» في البداية مجانا، قبل أن يمارس الشراء بسعر «معقول»، يتراوح بين 30 و 40 ريالا. ويضيف أيضا أن الإصلاحية مكان لعقد صفقات المخدرات في الخارج ويتم تنسيق تهريبها إلى المملكة عن طريق سجناء ويتم دخول الشحنة عن طريق البحر حيث، يتم تنسيق الشخص الذي سيتولى مهمة استقبال الشحنة داخل البحر وإحضارها إلى السواحل ومن ثم استقبالها من المروجين الذين لا ينسون نصيب المنسق الأساسي في السجن من تهريب كل مخدر خف وزنه وكان نقيا. ذلك الاستطلاع الذي أجرته الوطن فاجعة لا يمكن استيعابها أبدا ويصبح التعليق عليها لا يتناسب معه إلا اللطم والنحيب. وقبل هذا الكشف كنا نسمع بما يحدث داخل السجون أو الإصلاحيات لكن لم نكن نتصور أن تكون تجارة المخدرات والمسكرات رائجة بهذه الصورة وأعتقد لولا مرض الإيدز الذي أصاب ال (22) نزيلا في إصلاحية الدمام لربما واصلنا ظننا بأن ما نسمعه مبالغات لكن إصلاحية الدمام قفزا عاليا في فجيعتنا لدرجة أن حكايتها يمكن لها أن تستقطب المدمنين القابعين خارج السجون .. وعجبي!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة