رأى الدكتور علي بن إبراهيم النملة أن من سلبيات ترجمة المصطلح، كما يظهر مع المعاجم، وفي مجلات متخصصة، إسناد فعل الترجمة لباحثين لا يجيدون اللغة العربية، وقد لا يعرفون لغة ثانية تؤهلهم للتعامل الصحيح مع المعاجم، مفيدا «ليس بالضرورة أن من يجيد لغتين يجيد فن الترجمة والنقل بينهما، بما في ذلك القدرة على صياغة المصطلح». وشدد النملة على ضرورة التوكيد على قدرة اللغة العربية على استيعاب المصطلحات، بما في ذلك قبول دخول مصطلحات وكلمات «أجنبية»، مبرزا في الوقت نفسه أهمية الدقة في صياغة المصطلحات، «وإذا لم تصغ بعناية أبهمت المعنى وأضاعت المفهوم وربما قلبت المفهوم من السلبية إلى الإيجابية». وتوجه النملة للحاضرين محاضرته (إشكالية المصطلح في الفكر العربي الاضطراب في النقل المعاصر للمفهومات) في (منتدى العمري) في الرياض البارحة الأولى، قائلا: «في الساحة الفكرية العربية من يرى أن الليبرالية تتعارض مع الدين، كما جاءت في مبعثها للخروج من هيمنة الدين النصراني، ولا سيما الكاثوليكية، يزيد هذا الإطلاق من غموض المصطلح، حينما نسمع من يقول عن نفسه إنه ليبرالي مسلم أو مسلم ليبرالي. وينفي هذا الانتماء القول بأن الليبرالية العربية تهدف إلى المروق من أحكام الدين، وإن ظهر عليها ما يمكن أن يقال عنه إنه تهاون في تطبيق أحكام الدين». ولاحظ وجود صعوبات تواجه الباحث في المفاهيم الإنسانية عامة، «أبرزها أن هذه المفاهيم لا يمكن أن تقارب المصطلحات العلمية من حيث الدقة والضبط، أو أن يجمع فيها الناس على تعريف واحد أو تحديد بعينه، من الصعوبة الخوض في بحث هذه المصطلحات، والسعي إلى إقناع الآخرين بإعادة النظر في إطلاقاتها المشاعة، والاستعاضة عنها بالبديل المؤصل عربيا». وقال النملة: إن لفظة «المصطلح» ليست وليدة العصر الحديث، ففي التراث الإنساني إسهامات عالجت المفهوم، واشتهر عند المسلمين لفظ «الاصطلاح» أو المعنى الاصطلاحي، ويقصد به نقل اللفظ من معناه اللغوي إلى معنى آخر تتفق عليه طائفة مخصوصة من العلماء أو المفكرين. واستعرض بعضا من أقول المفكرين، والأكاديميين، المسلمين، والغربيين حول مفهوم المصطلح، لكل من: (الإرهاب، الاستشراق، الأصولية، التسامح، العلمانية، الغرب، والليبرالية)، موردا عددا من التعريفات في هذا الشأن.