دعا إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى الدكتور عبد الرحمن السديس، إلى إنشاء قناة فضائية متخصصة للتصدي لظاهرة الإرهاب، وقيام مشروع حضاري يعنى ببيان إشراقات الدين وجمالياته ورفقه ورحمته ويسره، والاضطلاع بمشروع إسلامي حضاري لعلاج ظاهرة الإرهاب، والسعي إلى هيئة عليا تعنى بإعداد الخطط والاستراتيجيات الشاملة لمكافحتها ورصد كل المستجدات حيالها، وتشكيل مجالس تنسيقية بين القطاعات الحكومية والأهلية؛ لإيجاد تعاون أمثل للتصدي البناء لعلاج الظاهرة، والعمل على تأهيل متخصصين في شتى العلوم الشرعية، والأمنية، والاجتماعية، والنفسية، والفكرية، للقضاء على الإرهاب، وتكوين جهات متخصصة للترجمة، تعنى ببيان محاسن الإسلام ونشرها في العالم بشتى اللغات. وأكد الدكتور السديس على ضرورة تخصيص كليات جامعية وأكاديميات ومعاهد متخصصة، تهتم بدراسة ظاهرة الإرهاب وفكرها المتطرف، والعمل على طباعة ونشر الكتب المتخصصة في هذا المجال، إسهاما في بث الوعي الفكري في الأمة، وإضافة مفردة دراسة الإرهاب في مناهج التعليم المختلفة لتحصين الشباب، وإنشاء كراسي بحث متخصصة لدراسة وعلاج الظاهرة، وتفعيل مراكز الحوار ولجان المناصحة، ودعم مراكز الأحياء في المجتمع، وربطها بالجهات المعنية في كل منطقة، وتربية الشباب على الوسطية والاعتدال، وأخذ العلم من مصادره الموثوقة، ومزيد العناية بقضاياهم، وتهيئة الفرص الوظيفية لهم، وشغل أوقات فراغهم بالبرامج النافعة المتنوعة، وتجلية الشبهات حول الغلو والتطرف، وعلاج ظواهر الانحراف التي تكون سببا للاستفزاز وردود الأفعال، كدعاوى التغريب المشبوهة، وتجفيف منابع الإرهاب، واجتثاث الوسائل المغذية له، والتصدي لجميع ألوان الغزو الفكري. وأشار الدكتور السديس إلى أهمية ضبط الفتاوى، والتوارد على ميثاق شرف عالمي للفتوى، وربط فتاوى النوازل بالهيئات العلمية العليا، والمجامع الفقهية الكبرى، مؤكدا على تكثيف العناية بالبيت والأسرة، وتنشئة الأجيال الصالحة، وقيام الوالدين بدورهما التربوي، والعمل على إحياء رسالة المسجد، والعناية بحسن اختيار الأئمة والخطباء، وإقامة الدورات المكثفة للرفع من مستواهم وتأهيلهم والتركيز على خطبة الجمعة إعدادا ومضمونا وأسلوبا؛ لمعالجة ظواهر الإرهاب بكفاءة واقتدار، والتركيز على ربط الأجيال بمبادئهم الإسلامية الصحيحة وعقيدتهم الإيمانية ومنهجهم الوسطي المعتدل، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء، وتكثيف دور المدرسة التربوي والعناية بحسن اختيار المعلم المؤهل عقيدة وفكرا ومنهجا وسلوكا، والتركيز على المراحل التعليمية كافتها، وإعداد الخطط الاستراتيجية لمحاربة الفكر المنحرف ونتائجه الوخيمة، استثمار وسائل الإعلام لما لها من أهمية كبرى في هذا العصر، عصر ثورة المعلومات وقفزة التقانات والتركيز على الفضائيات وشبكة المعلومات «الإنترنت»، والعمل على وضع ميثاق شرف إعلامي لها؛ للحفاظ على أمن الأمة، ونبذ أسباب الفتنة، والعمل على حفظ ثقافتنا الأصيلة وعناية المثقفين وحملة الفكر بذلك، ووضع ضوابط للنشر والطباعة، بما يتمشى مع الحفاظ على الأمن الفكري، فتح باب الحوار بضوابطه وآدابه حرصا على مصلحة المجتمع والأمة، قيام مراكز البحوث والدراسات بإعداد الدراسات والأبحاث وعقد الندوات والمؤتمرات التي ترصد كل ما يهدد أمن الأمة الفكري، تشخيصا للداء ووصفا للدواء. وطالب الدكتور السديس من بوأه الله للولاية واتخاذ القرار في الأمة، الاضطلاع بمسؤولياتهم في التصدي لظاهرة الإرهاب، مؤكدا على دور العلماء والدعاة في العمل لعلاج الظاهرة، وتفعيل دور المفكرين والتربويين وحملة الأقلام في التصدي لها، وقيام الجهات الأمنية بدور فاعل في حماية الأمن الفكري للمجتمع باعتباره من أهم الحصون في محاربة الإرهاب، والمبادرة في تنفيذ المركز العالمي للتصدي للإرهاب ليكون واقعا ملموسا. ووضع الدكتور السديس عدة حلول لمكافحة الإرهاب، أهمها: النهل من العلم الشرعي، والرجوع إلى العلماء، نهوض الموجهين والمرشدين من العلماء بالبيان وتوجيه الشباب، التزام الرفق والوسط ومجافاة الغلو والشطط، انضباط الفتوى وحصرها في الأكفاء، الاهتمام بمقاصد الشريعة، فهم العلم على منهج سلف الأمة، العناية بالأمن الفكري، التجديد الشرعي لما طالته أيدي الغالين، فتح باب الحوار وتفعيل لجان المناصحة، والتعاون على البر والتقوى.