أكد ل«عكاظ» مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي أنه تم إخلاء المباني المجاورة للعمارة المنهارة للتأكد من سلامتها، على أن تتقرر لاحقا عودة السكان من عدمها. وأشار العميد جداوي إلى أن الدفاع المدني مستمر في جمع البيانات الخاصة بالعمارة المنهارة لمعرفة أسباب ذلك. وذكر مدير الدفاع المدني في جدة أن العمارة المنهارة كانت تعاني من شروخ، لم تتم معالجتها قبل المالك «وهذا قد يكون مؤشرا أوليا أدى إلى الانهيار، يضاف إلى ذلك أن شح المياه اضطر السكان إلى تركيب خزانات المياه على سطح العمارة، وشكلت أحمالا زائدة على الأساسات، ويمكن أن نستدل على ذلك ببقاء جزء من العمارة لا تتجاوز مساحته أربعة أمتار معلقا ولم ينهر حيث كان يحمل أكثر من 11 خزانا، شكلت أحمالا زائدة على أساسات ضعيفة وهشة». وأبان العميد جداوي أن الانهيار جاء من الأعلى إلى الأسفل، ولم يكن جانبيا، موضحا أن المبنى طبيعي ولا يحتاج إلى تقارير، خاصة وأنه يقع ضمن المباني التي لا تتجاوز ارتفاعاتها ثلاثة أدوار، ولا تخضع لكشف هندسي أو شروط السلامة «لأن الدفاع المدني لو طبق هذه الشروط لشملت جميع مباني جدة». وقال مدير إدارة الدفاع المدني في جدة «إن حي الصحيفة من الأحياء القديمة ولا يقع ضمن نطاق الأحياء العشوائية، إلا أن المشكلة التي واجهت الدفاع المدني تتمثل في عدم القدرة على استخدام الآليات لضيق الأزقة والشوارع، مما اضطرنا إلى العمل يدويا، يضاف إلى ذلك التخوف من استخدام الأجهزة عالية الصوت في إحداث تصدعات في المباني المجاورة، خصوصا الجزء المعلق من المبنى المنهار، ونحمد الله تعاملنا بحذر ووفق الظروف المصاحبة للحادث». وأشار العميد جداوي، إلى أن الدفاع المدني تعامل مع حادثة انهيار العمارة من خلال أجهزة التنصت التي ساهمت في تحديد مواقع الأشخاص ومصدر الأصوات، وكاميرات بأعمدة ورؤوس طويلة تساعد على استغلال الفتحات في المبنى المنهار وتعطي صورة واضحة لرجال الدفاع المدني عما تحت أنقاض العمارة. وكشف مدير إدارة الدفاع المدني أنه يجري العمل منذ فترة على إعادة استراتيجية التعامل مع بعض المباني القديمة، وتحديدا في منطقة البلد لتصحيح الأوضاع المتعلقة بزيادة الأحمال، والتمديدات الكهربائية والمستودعات والتخزين، وهناك إجراءات حازمة تتمثل في فصل التيار الكهربائي عن أي مبنى مخالف لاشتراطات السلامة.