أنا طالب في الجامعة، عمري 20 عاما، تخصص هندسة، أسكن في منزل متواضع، عندي طموحات وأهداف كثيرة أتمنى تحقيقها إن شاء الله، أبحث عن زوجة تشاركني أحلامي، وتشد من أزري لبناء أسرة سعيدة، ورغم أني من معارضي فكرة الارتباط بفتاة تعرفت عليها قبل الزواج، لكن قبل أربعة أشهر ومن خلال بعض المناقشات المطروحة في الإنترنت تعرفت على فتاة تكبرني بعام ونصف العام، عرفت أنها تدرس في كلية الطب، ومن خلال مناقشاتنا المستمرة بدأت ألحظ على نفسي إعجابي بطريقة تفكيرها واعتدالها ووجدت تشابها كبيرا بيننا في التربية والحالة المادية والاجتماعية وحتى في الطموح المستقبلي، وللحق وجدتها إنسانة مثالية يندر وجودها في هذا الزمان، حتى أنني أعطيت رقمها لخالتي لتتحدث معها وتتعرف عليها، خاصة أنها تبادلني شعور الإعجاب الذي اشتد معنا بعد أن رأتني ورأيتها عن بعد في مكان عام، عندما كانت بصحبة أهلها دون أن ينتبهوا لوجودي. أتمنى بعد تخرجي من الجامعة أن أرتبط بها، وكلما فكرت في ذلك سألت نفسي هل من السليم أن أتزوج بفتاة تكبرني سنا وأيضا تدرس الطب؟ وهل هذه الإنسانة ستشعر بسعادة مع رجل أصغر منها؟! وكيف لي أن أخبر أهلي عن رغبتي؟ وكيف لها أن تخبر أهلها بتلك الرغبة؟ مع العلم أن كلتا الأسرتين لا تحبذان وجود أية علاقة لأي من أبنائها قبل الزواج، أصبحت في حيرة من أمري ولم أعد قادرا على التفكير، أرجوكم دلوني على الحل السليم؟ ابنك ماهر الميل القلبي سواء من المرأة نحو الرجل أو العكس أمر لا يملكه الفرد، ولكن استمرار العلاقة بكل ما ينتج عنها وفي الظلام أمر يملك الفرد منا فعله أو التوقف عنه، أنت شاب مازلت على مقاعد الدراسة، وهي كذلك، وكلما زادت العلاقة متانة صعب الانفلات منها، ولو كانت مشكلتك الوحيدة أنك أصغر منها لقلت لك ليست مشكلة كبيرة، ولكن أن تبقى هذه العلاقة ثلاث سنوات أخرى في الظلام فأمر عواقبه ليست محمودة إطلاقا، أنت شاب ستجد نفسك بعد مدة مدفوعا بقوة نحو إيجاد أي طريقة لرؤيتها، وهي كذلك وقد تنجرفان لممارسات لو دخلتما أرضها لصعب عليكم الخروج منها، وستجدان نفسيكما في وضع لا تحسدان عليه من حيث عدم الرضا عن نفسيكما لو مارستما أي نوع من الخطأ، لاسيما أن هذا النوع من الخطأ الذي يحدث عادة مع الشباب والشابات محاط بقدر كبير من المتعة، وإن حدث فستجدان نفسيكما بين الباحث عن المتعة والقلق من الإثم والخطأ، وعندها ستتأثر دراستكما، وإن حصل وتراجع المستوى الدراسي لأي منكما فسيكون سببا لكراهية شريكه باعتباره السبب الذي كان وراء هذا التراجع، حل المشكلة ليس صعبا، أخرج موضوعك من الظلام والسرية إلى النور والعلن واطلب من أمك أن تذهب لأهلها لخطبتها لك، وأرح نفسك من هذا العناء والصراع، وانتبه لأمر آخر مهم يكمن في إجابتك على هذا السؤال: هل ستبقى هي الفتاة المناسبة لو أنك تخرجت؟ وهل ستبقى أنت الشاب المناسب لها لو هي تخرجت وصارت طبيبة؟ هل ستغفر لنفسك لو ربطتها معك طوال ثلاث سنين ثم اكتشفت أنها لم تعد مناسبة لك أو أن أهلك وقتها لم يوافقوا عليها؟ هل يعقل أن نكون أكثر فهما لأنفسنا من خالقنا الذي يبيح لنا أن نذكر من نحب في أنفسنا ولكنه لم يبح لنا مواعدتهن سرا ما لم نقل قولا معروفا يحدده مشروع الزواج المعلن والمكشوف، ولعلك تذكر قول الباري عز وجل: «علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا» استخر ربك وفاتح أهلك فإن ساعدوك وآزروك فتوكل على الله، وإن وجدت أنك غير قادر على الجمع بين الدراسة ومسؤوليات الزواج، فاتركها وخل سبيلها علها تجد من يتزوجها قبل فوات الأوان.