يروي مازن الأزوري (25 عاما - خريج ثانوي) تجربته مع أحد هذه المكاتب قائلا: عند ذهابي لمكتب في جدة، اشترطوا في البداية أن أدفع لهم 600 ريال كرسوم مقابل بحثهم لي عن وظيفة شاغرة تناسب مؤهلاتي، ولم تتوقف مطالبهم عند هذا الحد، بل ألزمت بدفع 25 في المائة من راتبي ولمدة ثلاثة أشهر متتالية، وشعرت حينها أنهم سيوجدون لي وظيفة براتب لا يقل عن 3000 آلاف، لكنهم فاجأوني بوظيفة حارس أمن في شاليه، ولأني أمر بظروف مادية صعبة ولا أريد لنفسي أن تمد يدها للآخرين وافقت، وما إن أشرق صباح اليوم التالي حتى حملت نفسي متوجها إلى عملي، وما إن وصلت إليه حتى بدأت أبحث عمن يوجهني وإذا ببعض العاملين يقولون لي إن الوظيفة دون عقد أو التزام من الطرف الأول، فبين لحظة وأخرى قد يستغنى عني دون ما سبب، وألا أفكر في شيء اسمه التأمين الطبي، فمتى مرضت علي أن أخرج النقود من جيبي حتى وأن كانت تزيد عن راتبي ولم أجد أمامي سوى مغادرة الموقع وأنا ألوم نفسي على الورطة التي أوقعت فيها نفسي وها أنا عاطل أبحث عن فرصة من خلال وزارة العمل في جدة. تخصص ميكانيكا ولا تختلف تجربة عبد العزيز محمد القرني عن سابقه إذ يقول: عمري 26 عاما ولدي شهادة الكفاءة وأخرى من المعهد المهني تخصص ميكانيكا ديزل وعملت في عدة شركات، ولكنني لم أستمر في العمل فيها نظرا لتدني الرواتب أو وجود مديرين مقيمين يمارسون الضغط علينا كسعوديين، وهربا من تلك الضغوط لجأت لأحد مكاتب التوظيف الذين استقبلوا بفرح وتهليل وقالوا لي إنهم متعاونون مع الكثير من الشركات والمصانع والمؤسسات وإن الوظيفة مضمونة، وما أن سمعت تلك الكلمات حتى سرت في داخل فرحة كبيرة خاصة وأنا أدون اسمي ورقم هاتفي وأراهم يودعوني باهتمام ودعوات ووعود أنهم سيحرصون على إيجاد الوظيفة المناسبة لي وبراتب جيد وبعدها سيتم الاتفاق بيننا على ما سأدفعه لهم، ومرت الأيام والأشهر وكل يوم وأنا اتصل بهم وهم يقولون لي انتظر نحن لم ننساك وإذا بفاتورة الجوال تتضخم من كثرة اتصالي بهم خاصة أن المدة الزمنية طالت وأنا أنتظر ولم أجد أمامي سوى دفع فواتير الجوال والتوجه إلى مكتب العمل بحثا عن وظيفة مأمونة. لا يوجد اهتمام ويروي يوسف مشهور الغامدي (25 عاما - تخصص إدارة مستشفيات) مع أني أحمل شهادة الكثيرون يحسدوني عليها لكني منذ ثلاثة أعوام وأنا عاطل عن العمل، ذهبت لكثير من مكاتب التوظيف وفي كل مرة أشعر أنني في مأزق ولا تسألوني عن معناها وإنما اسألوا وزارة العمل هل هذه المكاتب مصرح لها، فإن كانت كذلك بماذا تفسر أخذ بعضهم لمبالغ مالية دون الإيفاء بتشغيل من تقدم إليهم، وإن أوجدوا لهم الوظيفة تكون بعيدة عن مؤهل باحث الوظيفة وراتبها لا يتقاضاها وافد. وضاقت بي الدنيا وتوجهت إلى صندوق تنمية الموارد البشرية حاملا معي آمالي وأحلامي وللأسف لم يهتم بطلبي وتأثرت نفسيا وأنا أسمع أن وظيفتي الحالية الوافد يتقاضى أكثر مني وقدمت استقالتي غير نادم، ولي الآن ستة أشهر وأنا أنتظر الوظيفة. لم ألجأ للوهمية صلاح سعيد الغامدي (22 عاما - خريج ثانوية) يقول التحقت بخمس دورات في الحاسب الآلي والإنجليزي وعندما شعرت أنني أصبحت ملما باللغة والحاسوب توجهت إلى مكتب العمل بحثا عن الوظيفة بعيدا عن مكاتب التوظيف التي كثير من الشباب وقع ضحيتها لا هم وظفوهم ولا هم قالوا لهم ابحثوا لكم عن وظيفة، ففي اعتقادي أن هذه المكاتب وأقصد المكاتب المنتشرة في الانترنت هي مكاتب وهمية همها الوحيد المال.