تقوم الدعوة الإسلامية على جناحي الترغيب والترهيب. وفي الزمن الذي نعيشه تغدو وسائل الترهيب أكثر تنفيرا وإبعادا وإشغالا للناس، وللأسف فإن كثيرا من الدعاة والوعاظ لا يجد وسيلة أنجع في كبح تدافع المجتمع نحو مباهج الحياة سوى استخدام وسيلة الترهيب لتنبيه الناس عن غفلتهم، وهي وسيلة غير ناجعة دائما، خاصة إذا كانت المادة المستخدمة للترهيب متعلقة بالغيب. والمعلمة التي وزعت منشورا عن ظهور المسيح الدجال والمهدي المنتظر انطلقت من نية حسنة لكي تدخل الرهبة في قلوب تلميذاتها كوسيلة كبح، إلا أن دعوتها تلك جاءت بنتائج معكوسة على نفسيات الطالبات، مما ولد فزعا بين التلميذات، مما ولد نتيجة عكسية لتلك الدعوة. وإقدام الكثير من الدعاة في تعطيل الحياة بإعلان ظهور علامات القيامة هو انشغال بالغيب أكثر من الانشغال بعمارة الأرض. والحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها فإن له بذلك أجرا». وهذا يدلل على أن ديننا دين محب للحياة وليس داعيا للموت. وهناك منطلقات أيديولوجية حينما سيس الدين فتم تحويل الدين إلى دين داع للموت، وهذا ما يفسر استغلال المنشغلين بالحياة السياسية بلباس الدين أن غرسوا في داخل أعماق الناشئة تحبيب الموت على الحياة، وتم استخدام الشباب في الانتحارات والتفجيرات كموت يقابله الجنة، بينما لو تم اتخاذ وسيلة إعمار الأرض لما انقادت المجاميع الغفيرة لقتل نفسها وترويع الآمنيين في كل مكان على وجه الأرض باسم الدين. وتتدرج مراتب الترهيب في مستوياتها لتجد من يوزع مقولات غريبة ربما يتفهمها الكبار ويستوعبون مراميها، إلا أن الصغار (كطلاب وطالبات المدارس) لا يعرفون منها سوى الرسالة التخوفية. ولو أن الدعاة والوعاظ لجأوا إلى الجناح الآخر المتمثل في الترغيب فهناك مئات الحكايات والقصص التي تؤدي بالإنسان إلى التذكر والخشية من غير إشعال فتيل الخوف في نفس المتلقي، كما أن الداعية عليه معرفة واقع مجتمعه، وكيف يعيش، وماهي التحديات التي تعترضه، ومعرفة كيف يتم إيصال الرسالة بحيث يتم قبولها، إلا أن هناك دعاة (وليس هناك شك في سلامة طويتهم) غائبون عن واقعهم تماما تجدهم (يصارخون) ولا يعرفون من الدعوة سوى جانبها الترهيبي ويملأون أنفس الناس بالضيق وينسون أن رحمة الله سبقت كل شيء. هذا الجريان لوسيلة الترهيب وصل إلى المدارس، كأن يتم تطبيق الصلاة على الميت أو دفن أحد التلاميذ أو تجسيد عذاب جهنم بصور دنيوية أو الجزم بأن ما يحدث هنا أو هناك من كوارث ما هو إلا غضب من الله أو التنبؤ بظهور المسيخ الدجال. السؤال: لماذا لا يتم استخدام الترغيب من قبل الدعاة في دعواتهم؟ وهو سؤال يمثل مربط الفرس لمن يعرف رسالة المسيسين للدين.؟ أخيرا: قربوا ولاتنفروا.. ويسروا ولا تعسروا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة