يسعى عضو مجلس الشورى الدكتور طارق فدعق منذ 17 عاما، في الحصول على إجابة السؤال التالي «هل بالإمكان إنشاء مطار في العاصمة المقدسة، وما العوائق العلمية التي تمنع تنفيذ المشروع؟». وفيما يبدو أن الحصول على إجابة السؤال السابق لن تطول كثيرا، إثر قرار مجلس الشورى في جلسته الاعتيادية أمس، بالموافقة على خلفية اقتراح فدعق إجراء دراسة توضح إمكانية إنشاء مطار في العاصمة المقدسة خارج حدود الحرم المكي بهدف خدمة زوارها. فبموافقة مجلس الشورى قطع عضو المجلس وأستاذ الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة نصف الطريق الذي ظل مجمدا الأعوام الماضية، دون أسباب واضحة. ورغم إعداد فدعق دراسة، بمساعدة أحد تلاميذه المتميزين، حول إمكانية إنشاء مطار في عاصمة العالم الإسلامي، بيد أن الدراسة ظلت بعيدة عن الأضواء كحال معظم الدراسات التي قدمت في هذا الشأن، وبعضها منذ نحو ثلاثة عقود. وأبلغ «عكاظ» عضو مجلس الشورى الدكتور طارق فدعق اكتمال الدراسة التي لم تحدد الجهة التي ستنفذها، في أقل من سنة. وأوضح فدعق أن المقترح الذي تمت الموافقة عليه من المجلس قدم بشراكة تجمعه مع عضو المجلس الدكتور صدقة فاضل الذي سبق أن تقدم بالمشروع إلى المجلس قبل ثلاثة أعوام، لكن لم يصدر بحقه أي قرار. وتحدث فدعق الذي كان يشغل رئاسة المجلس البلدي في جدة قبل صدور الأمر السامي بتعيينه عضوا في الشورى، عن تقدم رجل الأعمال سليمان الزايدي بدراسة بلغت تكلفتها المالية مليوني ريال في أعوام خلت، دراسة في نفس الصدد. وتحدث عضو مجلس الشورى عن الجدوى من دراسة إنشاء مطار في مكةالمكرمة، بالقول «تعداد سكان منطقة مكةالمكرمة يبلغ ستة ملايين نسمة، ولدى المنطقة مطاران في جدة والطائف، ما يعني أن المطارين العاملين لا يتناسبان مع حجم المساحة والسكان في المنطقة». ويبين فدعق أن السبب الثاني وراء جدوى دراسة إنشاء مطار في مكةالمكرمة إلى أهمية ربط المدينتين المقدستين (مكة، المدينة) بجسر جوي يساعد في نقل المعتمرين والحجاج، حيث يستطيع القادم من الرياض أخذ عمرة في العاصمة المقدسة، والتوجه إلى المدينةالمنورة، والمغادرة إلى مدينته في نفس اليوم. ويتركز السبب الثالث والأخير في أهمية دراسة إمكانية إنشاء مطار في العاصمة المقدسة بحسب عضو مجلس الشورى في رغبة معرفة جدوى إنشاء المطار وفق دراسة علمية توضح إمكانية التحقيق من عدمه. وعند سؤاله عن المواقع المؤهلة خارج حدود الحرم المكي لتشييد المطار، أجاب «من خلال الدراسة التي أعددتها قبل 17 عاما، اكتشفنا أن هناك موقعين مؤهلين في محيط مركز الشميسي، والحرات... إضافة إلى دراسة أخرى تؤكد وجود موقع مؤهل لإنشاء المطار في الشميسي». ولا يخفي فدعق تفاؤله من خروج الدراسة المنتظرة بجوانب إيجابية، وفي حال جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، يقول «أقل شيء أثبتنا الأمر علميا». لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن حول العوائق التي قد تمنع إنشاء المطار في ملتقى أفئدة أكثر من مليار و200 مليون مسلم في الكرة الأرضية. ويجيب فدعق بالقول «تتلخص في ثلاثة أسباب، أولها يتعلق بأسباب نفسية تتصل بحرمة المقدسات، طبيعة مكة الجغرافية ربما لا تسمح بتشييده، وآخرها عدم القناعة بأهمية وجود جسر جوي بين المدينتين المقدستين».