كشف عضو مجلس الشورى الدكتور طارق فدعق سعي دراسته الخاصة بمطار مكةالمكرمة التي أجراها منذ ما يزيد على ال 17عاماً إلى إنشاء جسر جوي بين المدينتين المقدستين (مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة) يخدم تنقلات حجاج بيت الله والمعتمرين والزوار. وأوضح أن دراسته ركزت على الجدوى الاقتصادية من وجود مطار إقليمي في مكة يخدم حركة النقل الجوي لحجاج بيت الله، خصوصاً أن جغرافية مكة فيها تحديات كبيرة، لا سيما أنها محاطة بالجبال من جميع الاتجاهات تقريباً، وقال: «إن أحد الأسباب التقليدية التي استخدمت في تبرير عدم وجود مطار في مكة هو طبيعتها الجغرافية، وتضاريس هذه المدينة المقدسة تعد تحدىاً كبيراً، خصوصاً أن المرتفعات الجبلية كثيرة ومتعددة الأطوال داخل المدينة وكذلك الأماكن المحيطة بها». وأضاف: «بعد الزيارات الميدانية لعدد من المواقع في مكة تبين وجود موقعين يمكن أن يكونا مقراً لمطارها، أحدهما يقع في الوادي يمتد من اتجاه الغرب على بعد 19 كيلو متراً من وسط المدينة، والآخر يقع جهة شمال مكة وعلى بعد ستة أمتار من مدخلها». مؤكداً أن كلا الموقعين مقبول لإنشاء مطار ذي مدرجات قصيرة مصممة لطائرات إقلاع وهبوط قصير، وقال إن أهم نقطة في اختيار موقع إنشاء المطار هي نوع وطول المدرجات المطلوبة وعددها، إضافة إلى مراعاة أن موازاة المدرج لاتجاه الرياح. وأشار فدعق إلى أنه يفضل أن يكون موقع المطار وراء الحدود التي يسمح للمسلمين فقط بتجاوزها، إذ إن وجوده خارج حدود الحرم يتيح فرصة تحوله مستقبلاً من مطار إقليمي إلى دولي في حال دعت الضرورة إلى ذلك. وأكد فدعق أن دراسته تناولت إلى جانب مواصفات موقع المطار المقترح ومدرجاته، أنواع الطائرات التي يمكن أن تستخدم في هذا المطار، وقال: «إن أسطول الطائرات المستخدمة في المطار من الممكن أن ينطوي على طائرة الركاب ذات النوع الذي يتناسب مع المدرّج المعتزم إنشاؤه، وليس كالنفاثات المستخدمة حالياً». وأضاف: «كما يمكن اختيار أقصى حد لطول المدرج (من 10 إلى 12 ألف قدم)، لاستيعاب طائرات الجسم العريض على الطرق الدولية (بوينغ)». وقال: «يمكن لمطار مكة أن يكون ذا مدرجات هبوط تناسب الطائرات الصغيرة فقط، لا سيما أن وجوده سيخفف من الزحام في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، خصوصاً أن متوسط النمو له يعادل أربعة في المئة سنوياً». ولفت إلى أن مطار مكةالمكرمة سيولد نشاطاً اقتصادياً للمنطقة، وقال: «لا بد من النظر في إمكان إنشاء مطار في مكةالمكرمة إقليمي في المرحلة الأولى مع إمكان تطويره مستقبلاً إلى دولي». مبيناً أن توصيات دراسته تكشف انعكاس إنشاء المطار إيجاباً على المنطقة من طريق فوائد عدة، منها: ضمان إنشاء جسر جوي بين المدينتين المقدستين وزيادة الاستفادة من القدرات والمرافق في مكةالمكرمة التي تستخدم في حينه، والتخفيف من الزحام في المستقبل في الطريق السريع الرابط بين جدةومكةالمكرمة، وتوفير التأمين لحركة الحجاج في السعودية مع حفظ قيمة جدة كمحطة أولى للرحلات الدولية.