أنا في السابعة والعشرين من عمري، قبل أربعة أشهر حصلت على درجة الماجستير من إحدى الدول الأجنبية وأثناء دراستي تعرفت على شاب أكبر مني بثلاثة أشهر، وحاليا أرغب الارتباط به حيث أشعر أن بيننا تكافؤا فكريا وعلميا، إضافة إلى قبول بعضنا البعض، خصوصا أن والدي علاقته به ممتازة، لكن المشكلة أن أهله متشددين في مسألة زواجه لابد أن تكون زوجته من نفس قبيلته أو من أية قبيلة أخرى المهم كما يقال قبلية، و أنا حضرية، حاولنا أن نكسر تلك العادات لكن خوفه من أن يتبرأ منه أهله ويخسرهم جعلنا نفكر في طريقة أخرى لا نعرف ما هي وكيف توصلنا إلى هدفنا. آمل الإشارة علينا بما يتوجب فعله من أساليب للإقناع أو إلى أية جهة يمكن اللجوء إليها لمساعدتنا حيث إن كلينا واع للمشكلة ونريد حلها بأسلم الطرق دون خسائر. نائلة جدة لا حلول سحرية في مثل هذه الحالات، مشكلتك بها طرفان أنت وأهلك وهذا الشاب وأهله، الطرف الأول لا مشكلة عنده من ناحية الموافقة على هذا الزواج لدرجة أن والدك يمكن أن يوافق على زواجك منه حتى لو لم يتقدم معه أحد من أهله، أما الطرف الثاني فهو الحائر بين أمرين رضا أهله، وخسارتك، أو خسارة أهله والزواج منك، هذا الشاب يحتاج إلى حسم أموره، والواضح أنه أضعف من أن يحتمل قرار التقدم للزواج منك، بغير موافقة أهله، أنا لا أنصح إطلاقا بأن يتدخل والدك، وإلا فستكونين أنت وأهلك في وضع سيئ وستكون النظرة إليكما نظرة عدم احترام، هو رجل يستطيع أن يتحدث لبعض الحكماء من أهله، وهو من ينبغي أن يحل هذه المشكلة، والبحث عن عذر لعدم التقدم لك بأن الأعراف القبلية لديه لا تسمح بذلك عذر أقبح من ذنب، فهناك آلاف من الشباب القبليين الذين تزوجوا من فتيات من الحضر، وأجد نفسي مضطرا لطرح هذا السؤال عليك، هل الحياة الزوجية تقوم عادة على العواطف النبيلة فقط؟ وهل يمكن لرجل لا يستطيع أن يقف في وجه عادة ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تقف لا أمام منطق عقلي ولا أمام منطق شرعي، هل مثل هذا الشاب يمكن الركون إليه؟ وهل هو شاب يستطيع أن يحميك من أقاويل قد يقولها أصحاب العصبيات القبلية مستقبلا؟ وهل من لا يستطيع أن يقف أمام مثل هذا الفكر المرفوض عقلا وشرعا يمكنه أن يقف أمام ما هو أشد أو أقسى مستقبلا؟ لو كنت مكان أبيك لأعطيت هذا الشاب فرصة محددة لحل مشكلته ومن ثم لن أسمح إطلاقا بأن تبقين كالبيت الوقف تنتظرين موافقة أهله الذين لن يوافقوا طالما كان ولدهم بهذا الضعف، وبدل أن يسعى لتغيير مثل هذه العقلية ينساق وراءها ويستكين في مواجهتها، وكأنه لا يعلم أن مفتاح الحل بيده، ويطلب منك مساعدته على إيجاد الحل السحري لدى المختصين حتى يساعدوه على إقناع أهله، مسؤولية اتخاذ القرار بيده، وهو من يستطيع أن يجد الحل، وعليك وعلى والدك وضع حد زمني لإنهاء مثل هذا التردد، وكل ما أخشاه أنه خائف من الإقدام على خطوبتك كي لا يواجه أهله وأفكارهم غير المنطقية.