أمي.. حبيبتي.. روحي .. اشتقت لحضنك الحنون، اشتقت ليديك الدافئتين، لصوتك اللطيف، .. لقد خطفني وأنا بين يديكم، وأبعدني بغير إرادتي من بين كفيكم، فقد خدعني لا رحمة في قلبه ولا إنسانية في صدره، وسرق مني طفولتي.. عروستي .. دراجتي .. سرقني من بينكم.. أغراني أمي بصور جميلة، وأغانٍ رقيقة، ولم أتوقع السوء منه أو الغدر منه عندما أغراني بفكرة مشاهدة الطيور والحيوانات والورود، ذهبت معه إلى كل خيال بعيد، كنت فرحا كنت مسرورا كنت مغردا، ولكن عندما نظرت بعد مرات لم أر أي إنسان قريب مني لم أر حتى البلابل التي وعدني بها.. ولا العصافير الملونة. رأيت شيئا أفزعني رأيت !!!!؟ قلت له: أين هي البلابل الملونة والعصافير الجميلة؟! قال: سأعطيك صورالعصافير وأصوات البلابل، ولكن ليس قبل أن تكون معي بجواري، أن أسمع صوتك وأرى صورتك، أن ....... و أن .......!! قلت: لا أعلم عن ماذا تتكلم وعن ماذا تتحدث وماذا تريد مني ؟؟؟ قال: أريدك بجانبي قربي .. فقط دردشة شات سهلة لا أحد يرانا، جربي شيئا جديدا جميلا ..! أمي لماذا لم تخبريني أنه ليس كل الناس مثلكم طيبين مسالمين عطوفين، وأنه يوجد وحوش بيننا أيضا؟ وأنهم يضعون أقنعة تشبه وجوه البشر..؟ لم لم يخبرني أبي أن هناك شخصا غريبا قد يفترس طفولتي، ويبعدني عنكم؟؟ لماذا لم تخبريني أن هناك أفاعي تتدثر بجلود البشر، وحيوانات تلبس وجوه الآدميين ويعيشون بيننا؟ ..كل هذا وأنا بين أيديكم أنت تخرجين وتستمتعين وأبي مع أصحابه يسمرون وأنا أجلس بين الإنترنت والجوال والخادمة والسائق ... أمي آه أمي آه أمي، تصرخ طفولتي فيكم تستثير حميتكم أماه أبتاه معلمتي ...أين أنتم؟ إني إني لا أراكم لا أسمع أصواتكم، لا ... لا لن استسلم ولن ينجو الذئب بجريمته سأناضل و عليكم أن تساعدوني و تساعدوا كل الأطفال في بلادنا من هذه الأنياب من هذا اللؤم و هذه الحقارة ... و لا أزال أصرخ فهل من مجيب؟!!! رسالة من قلب منكسر *مدرب ومستشار أسري [email protected]