تلقى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، ضربة موجعة من خلال إجراء مزيد من عمليات جني الأرباح التي بدأها من عند مستوى 6919 نقطة، ليواصل بذلك السير في طريقة للبحث عن قاع يرتد منه، حيث سجل أمس قاعا يوميا عند مستوى 6711 نقطة، ليصبح مجموع ما جناه المؤشر العام كمقارنة بين أعلى قمة وأدنى قاع حوالي 198 نقطة. وجاء هبوط الأمس قويا نوعا ما، مقارنة بالأيام الماضية، ليتعدى عملية جني الأرباح الخفيف إلى القاسي، خصوصا عندما كسر قاع فبراير 2006 م، والمحدد عند مستوى 6767 نقطة، ليعطي إشارات غير مؤكدة إلى الدخول في موجة هبوط مقبلة، ولم يؤكدها ربما يرتد مؤقتا، كارتداد مضاربين، والسيولة الاستثمارية هي من يحدد القاع الذي يتوقف عنده، كما حددت السيولة الانتهازية القمة، فمن أبرز العقبات التي تواجه السيولة الاستثمارية، هي الارتفاع المفاجئ والهبوط القاسي. إجمالا اتسم أداء السوق خلال الخمسة الأيام الماضية بالتذبذب الحاد، وبالذات في بداية الجلسة، مع الاحتفاظ بالبقاء في المنطقة المحايدة عند الإغلاق، وذلك بسبب تزايد السيولة الانتهازية، حيث سجلت أمس قمة جديدة تجاوزت ستة مليارات ريال، وكان تركيزها في الفترة الماضية، على أسهم معدودة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة لتمارس عليها أنواع التصريف الاحترافي والتدوير، إضافة إلى ضعف قوى الشراء في بداية كل جلسة مقارنة بالجزء الأخير، باستثناء جلسة أمس التي شهدت خلالها السوق عمليات ضغط قوية من أسهم قيادية، إلى جانب تجاهل الأسهم التي لا تضارب عليها صناديق البنوك، وغيرها من العوامل الفنية، التي جعلت الضبابية تخيم على مجريات السوق وفتحت المجال لكل الاحتمالات. وأغلق المؤشر العام جلسته اليومية على تراجع بحوالي 137،80 نقطة، أو ما يعادل 2 في المائة، ليقف عند خط 6714 نقطة، وتجاوزت السيولة اليومية حاجز 6 مليارات ريال، وكمية الأسهم المنفذة حوالي 272 ملايين توزعت على أكثر من 110 ألف صفقة، ارتفعت أسعار أسهم 10 شركات بقيادة سهم المملكة الذي حقق النسبة القصوى، فيما تراجعت أسعار أسهم 125 شركة منها ثلاث شركات، أغلقت على النسبة الأدنى وهي مبرد ومسك والدرع العربي، وسهم الاتصالات أغلق على تراجع بنسبة 8 في المائة. وتنتظر السوق معرفة اتجاه السيولة ونوعيتها في الأيام المقبلة وهل هي سيولة بيع هدفها الخروج من السوق أو إيقاف الخسائر، والعودة مجددا إلى أسهم معينة فكان من الواضح أن السوق تحاول تبديل المراكز، خصوصا بعدما عجزت عن التخلص من السيولة الانتهازية. وتعتبر تعاملات اليوم استثنائية، فهناك سيولة انتهازية لديها الاستعداد للمضاربة اليومية، مقابل سيولة تحاول التخفيف تحسبا لصدور أخبار سلبية خلال الإجازة الأسبوعية. وافتتحت السوق جلستها على تراجع، مع استمرار تدفق السيولة بشكل متسارع، ولم تعط السوق المضارب فرصة للمضاربة، وكان سهم الاتصالات يقود الهبوط، فيما يقود سهم المملكة محاولة الصعود، وفي الجزء الأخير من الجلسة هوى المؤشر العام إلى أسفل، حيث بلغ قوام الهبوط أكثر من 143 نقطة، كاسرا بذلك قاع فبراير 2006م، المحدد عند مستوى 6767 نقطة ليتحول من خط دعم إلى حاجز مقاومة، ليؤكد مرة أخرى أن التصحيح لم ينته والذي بدأه من العام 2006م.