تمثل الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مملكة البحرين اليوم أهمية بالغة. إذ أنها الزيارة الأولى منذ توليه الحكم عام 2005، وتأتي لتكرس متانة وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وسط ظروف تمر بها المنطقة تبعا للمتغيرات الإقليمية والدولية. وتعد العلاقات السعودية البحرينية أنموذجا متميزا وفريدا من حيث صلابتها ومنطلقاتها التي تستند على مواقف ثابتة وموحدة وفق رؤى مشتركة إزاء القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى تعميق الحوار الثنائي بين المملكتين القائم على الاحترام المتبادل من جهة، ودعم سبل تحقيق الأمن والسلام في المنطقة من جهة ثانية. وقد شهدت العلاقات المتميزة بين المملكتين في العقود الأخيرة حراكا إيجابيا على مختلف الأصعدة، ومن أهمها الاستثمارات الاقتصادية، والتبادل التجاري، وكذلك التعاون الأمني والإعلامي والثقافي والرياضي. وستشهد محافظات مملكة البحرين بحسب صحف بحرينية ، احتفالات شعبية واسعة، ابتهاجا بقدوم ضيف البحرين الكبير خادم الحرمين الشريفين، كما أن الزيارة ستشهد محادثات بين القائدين تعزز من قوة ومتانة العلاقات الثنائية، وتسعى لبلورة الرؤى الموحدة تجاه كافة القضايا العربية والإقليمية، وذلك ضمن إطار أخوي وبناء. وبحسب مصادر بحرينية اقتصادية، تعتبر السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين من بين كافة دول العالم، وقد بلغ حجم التجارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2008 ما قيمته 316.8 مليون دينار بحريني للصادرات و 175.5 مليون دينار للواردات، وبلغ رصيد الفائض التجاري 143.3 مليون دينار. وبلغت الاستثمارات السعودية في مملكة البحرين حتى العام 2008 ما يزيد على 1.1 مليار دينار، فيما بلغ عدد الشركات الفاعلة التي فيها استثمار سعودي نحو 315 شركة، بينما بلغ عدد الشركات السعودية العاملة والمسجلة في مملكة البحرين 43 شركة. وفي عام 2008 بلغ عدد القادمين عبر الجسر 6.70 مليون سائح بالمقارنة مع 5.82 مليون سائح عام 2007، بزيادة قدرها 15.1 في المائة، ويمثل السواح السعوديون نحو 80 في المائة من إجمالي السائحين الذين وصلوا البحرين عام 2008 والبالغ عددهم 8.6 مليون سائح. وقد تمكن نحو 130 مليونا من المسافرين من عبور الجسر خلال 20 عاما، في حين بلغ عدد المركبات التي مرت في الاتجاهين خلال الفترة نفسها نحو 50 مليون مركبة، وهو رقم قياسي مقارنة بعدد سكان المنطقة والذي يربو على 35 مليونا، هم عدد سكان مجلس التعاون الخليجي. مما يؤكد بأن هذا المشروع أصبح الأهم جغرافيا في المنطقة، لأنه أوصل البحرين بعد قرون طويلة بالبر وأصبح يمثل شريانا للحياة، ومن أكثر المنافذ حركة في الشرق الأوسط. وتوثيقا للزيارة التاريخية يقام اليوم في المنامة معرض خاص بالصور التاريخية والنادرة، وذلك في مجمع السيف ضمن برامج الزيارة، إلى جانب العديد من الفعاليات المصاحبة للزيارة التاريخية.