التكنولوجيا تهدد حياتي الزوجية بالدمار، فأنا متزوجة منذ أربعة أعوام، وعندي طفل عمره عام ونصف، ومع أني تزوجت زواجا تقليديا إلا أن زوجي بعد الزواج أحبني كثيرا، وحياتنا كانت سعيدة لا نفترق عن بعضنا مهما اختلفنا في الآراء والمناقشات، ولا يمكن أن يهنأ لأحدنا وبالذات زوجي قضاء أوقاته لوحده، وذات يوم لا حظت اهتمام زوجي الكبير في الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وسألته عن سبب قضائه لساعات أمامها فأخبرني أنه يتزود من معلومات بعض المواقع التي قد تساعده في عمله أو حتى في حياته الشخصية وصدقته لكن سرعان ما انكشف أمره .فللأسف زوجي يقضي ساعاته الطويلة أمام جهاز الكمبيوتر من أجل مطالعة بعض الصور الخلاعية التي تجعله يقضي كل أوقاته داخل المنزل موصدا الباب على نفسه ومطالعا لها، وطلبت منه التوقف عن ذلك التصرف ووعدني لكني اكتشفت أنه مازال على تصرفاته غير المقبولة كلما غادرت المنزل لزيارة أهلي أو لأي سبب آخر، وواجهته بالأمر لكنه نفى ذلك ووصفه بالشك. حاليا أنا وزوجي في دولة أجنبية لإكمال دراسته، وزوجي يقضي أكثر أوقاته أمام الإنترنت إما لاستذكار دروسه أو مطالعة الصحف السعودية التي لا أتذكر يوما أنه اشتراها، وأصبحت حياتنا مملة بين مطالعة زوجي للإنترنت واستذكار دروسه، وعندما أقول له إنني متضايقة يسخر مني ويرد قائلا هل أنسى هدفي هنا من أجل إزاحة الضيق الذي تشعرين به. ولأني بت في مرحلة لا أستطيع فيها تحمل المزيد من الإهمال، بت أفكر في رمي جهاز الكمبيوتر إلى الشارع فهل إن فعلت ذلك هو الصواب؟ وكيف لي أن أعيد زوجي إلى سابق حبه لي؟ أم ثامر أستراليا موضوع قراءة زوجك للصحف السعودية عبر النت ومتابعته للبرامج الثقافية والدخول على المنتديات قد يكون سببها رغبته في التواجد ضمن الأجواء السعودية للتخفيف من شعوره بالغربة، وهو أمر محمود ولا غبار عليه، ولا ينبغي أن يدعوك للقلق، بل على العكس تستطيعين توظيف ذلك بمشاركته في قراءاته بحيث تصبح بينكما أرض مشتركة، أما سهره وجلوسه أمام الكمبيوتر ساعات طويلة فأمر ينبغي التوقف عنده، إذ الواضح أن هناك هوة بينكما وتباعدا، ورسالتك لا توضح ولا تشير إلى أسباب هذه الفجوة، ومع ذلك فإن الأهم البحث عن أسبابها لردمها ومن ثم التقريب بينكما، نصيحتي لك، بحث الموضوع معه بحب وهدوء وحنان، وتعقل، لوضع اليد على سبب بعده عنك، أو بعدك عنه، إذ الواضح أنك تريدين منه أن يقوم بسلوك محدد، دون أن تبذلي من الجهد ما يجعلك أقرب، وأخشى أن يكون لموضوع الكرامة الشخصية دور في المسألة وأنك تتعاملين معه بمنطق المفروض ولازم، وكل هذا لن يحل مشكلتك، فزوجك من الواضح أنه يعيش حياته بالطريقة التي تريحه، ويملأ وقته بالطريقة التي تريحه أيضا، وواضح أيضا أن لغة التواصل بينكما صارت ضعيفة، اكتبي له رسالة مشبعة بحبك له، وضمنيها بعضا من شكواك، واطلبي منه أن يحدد الواجبات التي قصرت بها، وأكدي عليه أنه هو بعد الله ملجؤك ومعينك، وأنك بدونه تصبحين في حالة فراغ نفسي وعاطفي كبير، وأوضحي له حاجتك لوجوده في حياتك، وأنا على يقين من أنه سيعيد النظر في هذا البرود الموجود بينكما.