أرجو أن ترشدوني بخصوص الغيرة المرضية لأم الزوج، حيث إن أم زوجي تعاني غيرة شديدة مني، على الرغم من حسن تعاملي معها، والشيء الأغرب أن أم زوجي إنسانة متعلمة وواعية ومثقفة، فما السبب؟ علما أن زوجي هو ابنها الوحيد.. أرشدوني ماذا أفعل؟ هناك نوعان من الغيرة: أولا: الغيرة السوية، وهي الغيرة المحمودة، مثل غيرة الزوج على زوجته من الأغراب، والزوجة على زوجها، وغيرة الأم من اهتمام الزوج بزوجته أو العكس، وهو حق مشروع وواجب وهي طبيعة متأصلة في النفس البشرية. ثانيا: الغيرة المرضية، وأهم علاماتها الظن أن شريك الحياة غير مخلص له أو لها أو يخونها، وسميت مرضية لأنها من غير دليل، ولا يمكن تصحيحها بالمنطق. أو أن ترى الأم أن ابنها يهتم بزوجته على حسابها، أو تريده أن يظل معها ويترك زوجته تحت دعاوى عديدة منها المرض أو غيره من الأشياء، وهو ما ينطبق بدرجة كبيرة على حالتك مع أم زوجك. وأهمية هذه الحالات ليست بسبب ما تسببه من ضيق للشخص فقط، بل لما يصاحبها من مشاكل زوجية وأسرية. وأسباب الغيرة تتمثل في: - نوع الشخصية وله دور مهم في حدوث الغيرة المرضية، فقد وجد لدى المصاب شعور شديد بالنقص والعجز وعدم ثقة بالنفس، وإنجازاته في الحياة تكون أقل من طموحاته، وهذا النوع من الشخصيات عند تعرضه لأي حدث يزيد شعوره بالعجز مثل فقد الوظيفة أو الوضع الاجتماعي أو التقدم في السن، ربما يسقط هذا الشخص اللوم على الآخرين في شكل غيرة مرضية. - الاهتمام الشديد والاعتمادية المفرطة وهو ما يتوافر في حالتك «فزوجك ابن وحيد وربما تكون والدته أرملة ولم تتزوج، وارتبطت به ارتباطا مرضيا تعويضا عن الزوج». وبالنسبة للعلاج فيكون بالتالي: - علاج الغيرة المرضية دائما صعب؛ لأن المريض غير مستبصر بحالته، ويرى العلاج نوعا من التدخل في شأنه الخاص، ولا يلتزم بتناول العلاج كما ينبغي. - العلاج النفسي: من أهدافه خفض التوتر وإتاحة الفرصة للشخص للتنفيس عن عواطفه، ومفيد إذا كانت الغيرة المرضية نتيجة لاضطرابات في الشخصية. - العلاج السلوكي: بأن تقومي ببعض السلوكيات التي تؤدي إلى خفض غيرة المريض مثل عدم المجادلة في بعض الحالات، عدم المداعبة أمامها، عدم الاهتمام بالزوج أمامها، وغير ذلك من السلوكيات التي تقلل غيرة الأم. وإياك ومواجهة الأم أو أن تطلبي من الزوج أن يفصل بينكما أو يختار بينكما أو غيرها من السلوكيات التي قد تزيد الأمور تعقيدا. د. علي إسماعيل عبدالرحمن مدرس الطب النفسي والأعصاب