رغم أن زواجنا مضى عليه أكثر من 20 عاما، يفترض بعد هذه الأعوام، أن تكون العلاقة بيني وبين زوجتي يسودها التفاهم خاصة أننا أبوان لثلاث بنات وولد واحد، أكبرهن تجاوزن السابعة والعشرين ومتزوجة، والثانية في الثانية والعشرين من عمرها وتدرس في المرحلة الجامعية، والبنت الثالثة في العاشرة من عمرها وتدرس في المرحلة الابتدائية، فيما يدرس ولدنا الوحيد في المرحلة الجامعية. مشكلتي مع زوجتي بدأت عندما خسرت في الأسهم 80 في المائة من أموالي، حاولت إفهام زوجتي أن ظروفنا لم تعد كما كانت في السابق وأن عليها أن تقتصد في مصاريفها الشخصية وفي مصاريف البيت قدر الإمكان، لكنها ثارت وزلزلت البيت، وانقلبت أحوالها معي ولم تعد تلك الزوجة التي تتألم لألم زوجها وتقف معه عند الشدائد على العكس أصبحت تلح في كل وقت ومكان أن أكتب العمارة التي بقيت لي من كل ما املكه باسمها لوحدها، أو أنها ستغادر البيت وستسكن مع أمها لوحدها دون الأولاد الذين هددتهم إن لم أنفذ رغبتها لن ترى وجوههم مهما حصل. ولأن أحوال وتصرفات زوجتي تغيرت وحتى لا تعصف رياح الفرقة حياتنا وسطت إخوتها وبعض أقاربها لكنها تعنتت أكثر وهددت إخوتها إن لم يبتعدوا عنها ستخبر والدتها التي كل الدلائل تشير إلى أنها تقف معها وتحرضها على الاستمرار في تعنتها، ستخبرها أن إخوتها يقفون معي ضدها. ماذا افعل؟ عبد المحسن مثل هذه الأمور لا تحل إلا في وجود الطرفين المختلفين فقد سمعت مشكلتك من وجهة نظرك، وبقي أن أسمع وجهة نظر زوجتك، ولكن مع ذلك الأمر ببساطة يمكن أن يحل على مرحلتين: المرحلة الأولى: اجلس مع ابنتيك وولدك وتعرف بالضبط على احتياجاتهم المالية، دونها واجلس بعد ذلك مع زوجتك لتحديد حجم المصاريف، وحدد معها ما تحتاجونه من مال لكل نوع من أنواع المصروف وجهاته، كالطعام والشراب والخدمات من تليفون وكهرباء وماء، وعلاج... الخ وخصص لأبنائك مصروفا يكفي لاحتياجهم بعيدا عن تدخل الأم، وقل لها أن مصاريف أبنائك قد تم التفاهم معهم عليها. المرحلة الثانية وهي الأهم: أن تحدد الرقم مع كل طرف على حدة، ثم بعد ذلك تلتزم بالمبلغ المقرر، سواء سلم المبلغ لها لتقوم هي بالإنفاق أو أن تلتزم أنت بالإنفاق وإحضار طلبات المنزل، وعندها أعطها مصروفها الخاص بها بيدها وقم أنت بشراء ما يحتاجه المنزل. فاخشى أن سبب شكواك من ضخامة المبلغ الذي تطلبه زوجتك لمصروف المنزل أنك بعيد أساسا عن شراء الاحتياجات المنزلية بنفسك، وبالتالي فلا تستطيع أن تقدر حجم الاحتياج الحقيقي وقد يكون هذا سبب الاختلاف الدائم بينك وبينها، فالواضح أنك بحاجة إلى تقريب المسافة بينك وبين أولادك، وواضح أيضا أن الخلافات بينك وبين زوجتك ظاهرة على السطح أمامهم، وواضح أن نقدك لأمهم وربما عصبيتك عليها تتم أمامهم، لذا احرص على عدم ذم أمهم أمامهم، وحدد مصاريفهم في حدود استطاعتك وفي حدود المعقول، عندها بإذن الله ستضيق مساحة الخلاف بينكما، فكلما احترمت زوجتك وتحدثت إليها بهدوء ستجد منها تفهما أكبر، وكلما نجحت في كسب ود أبنائك كلما كانوا لك عونا في إقناع أمهم بما يخدم مصلحة الأسرة كلها، لذا احرص على التفاهم مع كل طرف على حدة وستجد أن المشكلة سهلة الحل، بشرط أن لا تصيح كثيرا وتشتكي لأهلها، وتأكد أنك حين تعيد الود لعلاقتك مع أبنائك فلن يخذلوك وسيعينونك على إقناع أمهم إن أنت احترمتها وقدرت موقفها، وما أخشاه أن تكون قد هددتها بما لا ترضاه أي امرأة الزواج من غيرها فكان ردها اكتب لي العمارة واذهب وتزوج وطلقني. راجع موقفك وتوقف عن الشكوى إن وجدت وتوقف أيضا عن فضح أسرار منزلك أمام أهلها لأن هذا يزيد من انزعاجها منك وبالمقابل اكسب تعاطف أبنائك معك من خلال احترامك لأمهم وعدم نقدها والتقليل من قدرها أمامهم.