بدأت في الأوساط الشبابية الاهتمام بالثقافة اليابانية، بمثابة موضة جديدة يمارسها البعض ابتداء من الأزياء، ومرورا بالأطعمة، وانتهاء بفنون الدراما والرسم والتشكيل. الدراما اليابانية «عكاظ» استطلعت آراء مجموعة من الفتيات والشباب حول أسباب تعلقهم بمثل هذه الثقافات. ريما عبد العزيز من جدة، تحدثت عن سر اهتمامها باللغة اليابانية وقالت «كنت شغوفة بداية بالحضارة الأوروبية، ولكن سرعان ما تحول اهتمامي باتجاه اليابانيين، وأصبح لدي فضول للتعرف على ثقافتهم ومتابعة أخبارهم عبر القنوات الفضائية والإنترنت. وأضافت: قبل خمسة أعوام كنت أتابع الدراما اليابانية، لاكتشف أن لليابانيين عادات وتقاليد وقيم ومبادئ لا يمكن أن يتحولوا عنها مهما بلغوا من تقدم، وفي أحيان كثيرة أقارن ما بين حضارات أخرى وحضارتهم، فأجدهم متقدمين من جميع النواحي. وقريبا من ذلك تقول دينا محمد التي تعلقت باللغة اليابانية: من خلال متابعتي للدراما اليابانية، زاد تعلقي منذ ثلاثة أعوام بهذه اللغة وكثيرات من بنات جيلي يفضلن تعلمها أيضا، وكتابة بضع كلمات وأحرف يابانية، على أيديهن في حين أن البعض منهن لديهن القدرة على الحديث بهذه اللغة بشكل جيد. وتابعت تعرفت من خلال «الإنترنت» على بعض الأحرف والكلمات، فكتبتها على الورق والملابس والكؤوس وغيرها، وأجدها هواية رائعة تكسر الروتين اليومي إيقاع مميز وتقول يارا محمد التي أظهرت إعجابا باليابانيين: أحببت الدراما اليابانية كونها مختلفة عما أشاهده فهي ذات هدف سام، وأكثر ما يميزهم اللباس والزي، كما أن موسيقاهم ذات إيقاع مميز. تقدم ومحافظة آلاء الغفيلي التي تدرس اللغة اليابانية تقول: أتابع كل ما يخص اليابانيين عبر «الإنترنت»، لذلك أحب الدراما اليابانية وفنون الرسم (الأنيمي) و(مانجا)، كما أنني عضو مشارك في مجموعة في منتدى كبير يضم عددا من الشباب والفتيات لديهم اهتمام خاص بالثقافة والحضارة اليابانية. وتضيف: رغم تطورهم وتقدمهم التقني، إلا أن التعجب يأتي بمدى محافظتهم على العادات والتقاليد، إضافة إلى حسن تعاملهم. سعة الإطلاع من جانب الشباب، يقول ماهر العتيبي أحد خريجي كلية الترجمة قسم اللغة اليابانية: في بداية الأمر كان لدي فضول لدراسة هذه اللغة وتحول الأمر إلى شغف ومتابعة لأخبار كل ما يتعلق باليابان. وعن مشاهداته أثناء زيارته اليابان يضيف: وجدت جميع الأيدي العاملة في جميع القطاعات من اليابانين أنفسهم وأكثرهم من فئة الشباب، فضلا عن ثقافتهم وسعة إطلاعهم وحرصهم على القراءة والترجمة وطباعة مختلف الكتب وتوفيرها للطلاب، وتعاملهم الحضاري، واحترامهم للغرباء، ولأطعمتهم مذاق خاص ونكهة مميزة، ومن أشهر أطباقهم «السوشي». فن الرسم وفي سياق ذلك، يوضح محمد الظفيري أحد محترفي الرسم أن الثقافة اليابانية في انتشارها تختلف عن غيرها من الثقافات الأخرى، حيث لم تستخدم وسائل تساعد على انتشارها، على العكس من الثقافة الغربية التي انتشرت عبر عدة وسائل، كاشفا أن سر إعجابه باليابان بهدف أن يكون من ضمن الرسامين المهتمين بفن الرسم الياباني (الأنيميشن)، إضافة إلى جمال طبيعتهم ونمط البنيان والتطور التكنولوجي والموضة لديهم. إلى ذلك يوضح أستاذ الاجتماع التربوي محمود كنساوي أن جميع المجتمعات يطرأ عليها التغير، نتيجة تداخل ثقافي ولغوي وحضاري واقتصادي أدى إلى الاحتكاك والاختلاط بالمجتمعات الأخرى، إذ العالم يبدو اليوم نتيجة وسائل الاتصال الحديثة والتعلم عن بعد، والتواصل عبر «الإنترنت» والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الاتصال الأخرى، وكأنه قرية صغيرة تتشاركها الشعوب فيما بينها مع الاحتفاظ بخصوصية كل مجتمع، وبالنسبة للثقافة اليابانية فهي تمتاز بعدة أمور منها الصناعات الخفيفة والابتكارات والاختراعات المميزة في جميع المجالات من صناعة سيارات أو ملابس أو أدوات تقنية وأجهزة وخلافة، بالإضافة إلى تعاملهم فيما بينهم ومع الآخرين، وبساطتهم في المعيشة، ومن هنا يميل الشباب للاقتباس من الثقافة اليابانية في طريقة العامل وفي استخدام تقنياتهم، ومتابعة الموضة أكثر من الثقافات الأخرى.