أكد ل «عكاظ» الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية الدكتور إبراهيم الدويش، أن وسائل الإعلام أهم وأخطر العوامل المؤثرة على الفكر؛ فهو في عصرنا هذا أكثر تأثيراً على فكر الإنسان وتوجهاته. وأوضح الدويش أن بعض وسائل الإعلام تتنصل من مسؤوليتها عما تعرضه من أفكار هدامة ومعتقدات ضالة تحارب الدين وتسعى لإقصائه، والاعتراض على الله ورسوله، والذي ربما وصل حد إطلاق ألفاظ كفرية خطيرة تثير الشبهات والبلبلة، كما تثير العقلاء فضلا عن الرعاع والسفهاء خاصة من الشباب المتحمس والمندفع. وكشف الدويش حاجة الواقع إلى إعلام مسؤول يدرك دوره في الانحراف الفكري للأجيال وخطورة ذلك على المجتمع بأسره، مبينا «إن أردنا حقاً مواجهة الفكر الضال في مجتمعنا فإن على المهتمين والقائمين على الإعلام التحرك وبشكل سريع لمواجهة هذا الواقع بالتزام ومسؤولية، وبمبدأ ينبع من حب الوطن وأمن المجتمع». وبين الأمين العام لمركز رؤية أهمية دور الأسرة المؤثر على الفكر؛ لما لها من أثر فاعل لتطبيق حدود الشريعة في مكافحة الإرهاب والتطرف؛ فالأسرة قادرة على إخراج جيل يخدم الدين والوطن لا يهدم ولا يخرب، كما أن لها دورا كبيرا في زرع حب الوطن وحقوق المواطنين والمقيمين في قلوب النشء، إضافة إلى دورها الرئيس في متابعة ومراقبة الأبناء إعلامياً وتقنياً، مطالبا بضرورة تعرف الأسرة على أصدقاء الأولاد والبنات في المدرسة وخارجها، كما أن عليها أن تمعن النظر لتصرف أبنائها، ومحاولة التقرب إليهم وفهم أفكارهم. وأكد الدويش أن للمرأة دورا في حماية الأبناء من الأفكار الشاذة لكونها المريبة وكونها نصف المجتمع ولها تأثير مباشر على التوجيه الفكري وهي أقرب إليهم وأكثر جلوسا مع الأبناء مما يتيح لها غرس حقوق الآخرين وقيم التسامح وقبول الآخر. وألمح إلى دور العملية التعليمية في صياغة الفكر، وتوجيه طلابها نحو الوسطية والاعتدال، مشيرا إلى أن المدرسة أقرب للطالب بعد بيته، والمعلم مؤثر جداً في نشر الثقافة الفكرية بين طلابه، ومناشط المدرسة وندواتها وبرامجها لها دور فاعل على الفكر وتعريف الطلاب بأنواعه ومخاطره، وبيان أن هناك أفكارا دخيلة على الإسلام ليس للإسلام صلة بها البتة. ودعا الدويش العلماء والدعاة إلى القيام بتصحيح المفاهيم الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد وحقيقة الولاء والبراء، وبيان حقوق ولاة الأمر، وتأصيل العقيدة الصحيحة للناشئة، وتحذير المسلمين من الفرقة وخطورة الخروج عن جماعة المسلمين، وتوعيتهم بخطورة المخالطة لأهل الأهواء والبدع، وأثرهم الخطير في الانحراف الفكري، والحث على خدمة الوطن والمجتمع والمحافظة على نعمة الأمن والآمان.