عقب إقرارها برنامجاً عن الأمن الفكري يهدف إلى وقاية المجتمع التعليمي وتحصين أفراده من أسباب الانحراف الفكري، ألزمت وزارة التربية والتعليم المدارس كافة برفع تقارير ختامية إلى مكاتب إدارات التربية والتعليم التابعة لها عن تنفيذ البرنامج، على أن تتولى الأخيرة مهمة إرسال خلاصة التقارير إلى إدارة التربية الإسلامية في الوزارة. ولما كانت المدرسة المحضن التربوي الثاني بعد الأسرة، ولها دور تربوي وتعليمي في إعداد الأجيال وصياغة عقولهم وحمايتهم من الأفكار الضالة، ونظراً إلى المتغيرات الاجتماعية وتطورات وسائل الاتصال والإعلام ولما لها من أثر كبير على فكر الطلاب، تحركت وزارة التربية والتعليم أخيراً نحو إقرار تطبيق برنامج الأمن الفكري في مدارسها كافة. وقال مصدر مطلع في الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة ل«الحياة»: «يسهم برنامج الأمن الفكري في المحافظة على أمن الوطن وحماية مكتسباته ومدخراته من جهة، وتقوية جانب الاعتدال والوسطية ووقاية الفكر من أسباب الغلو والتكفير من جهة أخرى. ويهدف إلى تحصين المجتمع التعليمي ووقايته من أسباب الانحراف الفكري. وينطلق البرنامج من محكمات أصيلة ومقاصد وغايات تسعى في مجملها إلى أن تحفظ على الناس دنياهم وآخرتهم، عبر حفظ الدين والنفس والمال والعقل والعرض». ولفت إلى أن البرنامج الذي أطلق تحت شعار «فكر آمن = حياة مطمئنة»، يركز على قيم ومبادئ تسهم في تكوين مفاهيم صحيحة ومعتقدات راسخة لتحفظ عقول الناشئة من الانحرافات الفكرية والسلوكية (أهمها: الوسطية، العدل، الحوار، الأخوة، الوحدة والتلاحم، والإيجابية). وتلعب محدداته على أوتار تعزيز الأمن الفكري وإقامة البرامج التربوية وإثراء العقول وتصحيح المفاهيم وتقويم الاتجاهات الخاطئة في المجتمعات التربوية والتعليمية (طلاباً ومعلمين). وحددت وزارة التربية والتعليم الفصل الدراسي الثاني موسماً لتنفيذ برنامج الأمن الفكري. ورسمت آلية تنفيذه عبر اعتماده على وسائل ركيزة (الإذاعة المدرسية، برنامج الفسحة، المعرض الفني، ولقاءات حوارية في حصص النشاط) وأخرى داعمة (مسابقات ثقافية وأدبية وفنية ورياضية، زيارات للجهات ذات العلاقة، والإصدارات الفنية). وحصرت البرنامج إلى تحصين البيئة التعليمية من الانحرافات الفكرية والسلوكية ومعالجتها، وتعزيز المسؤولية الفردية في المحافظة على أمن الوطن ومدخراته ومكتسباته، وبيان حقوق العلماء وأهمية الرجوع إليهم وتعميق الولاء والانتماء تجاه عقيدة البلاد وولاة أمرها، وترسيخ الفكر الوسطي في المجتمع التعليمي. وحددت الوزارة الأدوار التربوية والتعليمية المنوطة بفريق العمل في كل مدرسة من المدارس المنفذة للبرنامج، إذ تقرر أن يكلف مدير المدرسة بتشكيل لجنة بمسؤوليته تشرف على تنفيذ البرنامج، على أن تتولى الإدارة تأمين الدعم المادي من المخصص المدرسي، والمشاركة والإشراف العام على الخطة ومتابعة تنفيذها، والتواصل مع مكتب التربية والتعليم، بينما يتولى رائد التوعية الإسلامية الذي من الواجب أن يكون عضواً في لجنة التنفيذ ومنسقاً للبرنامج مهمة إعداد التقرير. أما رائد النشاط فيتولى مهمة التنسيق مع الجهات ذات العلاقة والتوثيق، إضافة إلى عضويته في اللجنة التي تضم إلى جانبه مرشد الطلاب الذي يتولى تفعيل البرنامج من خلال لجنة الإرشاد الطلابي، ومعلم التربية الإسلامية الذي يشارك أيضاً في الكلمات والمواضيع ويربط المقرر المدرسي بأهداف البرنامج إضافة إلى إشرافه على مسابقة البحوث العلمية. وفي الإطار نفسه، كُلف معلم اللغة العربية بالإشراف على إعداد الإذاعة المدرسية اليومية ومكوناتها والإشراف على المسابقة الأدبية والثقافية للبرنامج وتدريب الطلاب على إلقاء الكلمات الخطابية والقصائد الوطنية. وأوكل تنسيق لجنة المصروفات إلى معلم الرياضيات، بينما كلف معلم العلوم بالمشاركة في المعرض الفني. وطلب من معلم الاجتماعيات عرض بعض النماذج من التاريخ الإسلامي لتوضيح الصورة المشرقة في الوحدة والتلاحم، وبيان مكانة بلاد الحرمين من خلال كونها مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية، وتوضيح أهمية الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن. كما طلب من معلم اللغة الإنكليزية إعداد مقطوعة إنشادية باللغة الإنكليزية توضح الولاء للوطن وتدريب الطلاب على التعبير من خلال رسالة يتم إيصالها إلى أبناء العالم توضح سماحة الإسلام وإعداد قائمة بالمصطلحات والكلمات الإنكليزية لها صلة بأهداف البرنامج. وفيما يشرف معلم التربية البدينة على إعداد المسابقات الرياضية المتنوعة التي تحمل شعار البرنامج، ويشرف معلم التربية الفنية على إعداد معرض فني يخدم أهداف البرنامج، بينما يقيم معلم الحاسب الآلي مسابقات حاسوبية ويشرف على العروض والفلاشات التي تخدم البرنامج ويعد قائمة بالضوابط والإرشادات حول تصفح الشبكة العنكبوتية، ويعد دورات حاسوبية تحت اسم «الأمن الفكري»، على أن يتولى أمين مصادر التعليم مهمة إعداد قائمة بالمواقع والكتب الموجهة والمعنية في تحقيق الأهداف المنشودة للبرنامج.