تحولت حياة المواطن إبراهيم بن حسن الزيلعي من رحلة الإنجاز والعمل إلى البحث عن عناية طبية لابنه عبد العزيز المصاب بشلل رباعي ألزمه الأرض منذ 2492 يوما. قصته لا تختلف عن قصص الكثير من آباء ذوي الاحتياجات الخاصة الساعين لرؤية فلذات أكبادهم تسعى على قدميها كسائر البشر. ضحى بحياته المهنية وأموالا جمعها في سنوات الشباب في علاج ابنه، وحين بات مفلسا بلا وظيفة ومصدر رزق، بدأت رحلة طرق أبواب أصحاب الأيادي البيضاء لمساعدته رغم كبريائه. وبعد سبع سنوات، لاح أمل في آخر النفق المظلم بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعلاجه داخل أو خارج المملكة، ولكن المعاناة لم تنته جراء بيروقراطية الإجراءات. ويوضح إبراهيم الزيلعي أن التوجيه الصادر من ولي العهد إلى وزير الصحة إثر توصية من مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، لعلاج ابنه في مركز طبي متقدم داخل أو خارج المملكة على نفقة الدولة، ارتطم بجدار لا مبالاة الهيئة الطبية في جدة التي لا تزال تطلب يوما بعد آخر تقارير من مستشفى هنا أو هناك. ويقول والد عبد العزيز إن «حالة ابني واضحة وضوح الشمس، ولدي تقارير منذ ولادته، وبحسب ما اتضح أنه لا يوجد مركز طبي تتوفر لديه خدمات طبية تعنى بحالة ابني، إذن لم يبق سوى أن ينقل إلى الخارج، لكن للهيئة الطبية رأي آخر». ويسابق الزيلعي الوقت في إنجاز معاملة ابنه قبل دخول الأسبوع المقبل، الذي قد يسجن خلاله بسبب ديون تحملها على عاتقه لعلاج عبد العزيز في مستشفيات القطاع الخاص في السنوات الماضية، دون أن يعير الأمر أهمية كون همه الأول بحسب قوله إيجاد مركز متخصص في علاج الحالات المشابهة لابنه، ومن ثم أهلا وسهلا بالسجن.