عبدالله تعيش أم عبد العزيز حالة من القلق والترقب، فهي تقضي يومها على وتيرة واحدة منذ أكثر من 7 سنوات ما بين زيارات المستشفى للاطمئنان على صحة ابنها عبد العزيز مبارك الغامدي ( 9 سنوات ) ووالده، وبين أطفالها الآخرين في المنزل لرعايتهم وقضاء حوائجهم. عبد العزيز الذي ظل يصارع المرض منذ 7 سنوات ونصف السنة قضاها كاملة في العناية المركزة في مستشفى الملك عبد الله في بيشة أتقن من خلال مخالطته الدائمة للأطباء والممرضين أربع لغات هي العربية، والإنجليزية، والفلبينية، والأوردو لكنه حاليا لا يستطيع النطق بأية لغة بعد أن فقد القدرة على الكلام. تقول أم عبد العزيز مسترجعة مأساة ابنها: ولد عبدالعزيز في مستشفى الملك عبد الله في بيشة صحيحا سليما، وفي الشهر الثالث من العمر أصبح يرفض رضاعة الحليب أيا كان نوعه ، فذهبت به للمستشفى، وهناك قالت الطبيبة وتدعى «فتحية» إن عبد العزيز لن يستطيع المشي ولا النطق مستقبلا عدنا بالطفل للمنزل، وعاش معنا طبيعيا، حتى بلغ سنة ونصف وفي أحد الأيام أصيب بارتفاع في درجة الحرارة، وصادف ذلك عطلة نهاية الأسبوع فذهبنا به إلى طوارئ المستشفى، فقرر الأطباء تنويمه، ومنذ ذلك التاريخ وهو يلازم العناية المركزة حيث أتقن 4 لغات (العربية، الإنجليزية، الفلبينية، الأوردو) وذلك من خلال مخالطته الدائمة للأطباء والممرضين والممرضات في المستشفى، حاولنا نقله للعلاج في مستشفيات متخصصة لكن محاولاتنا لم يكتب لها النجاح، بالرغم من حصولنا على تحويل من الديوان الملكي لعلاجه في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة على نفقة الدولة، ويلتقط مبارك مونس الغامدي والد الطفل«عبد العزيز» والذي يرقد على السرير الأبيض في المستشفى حيث أصيب بأزمة قلبية طرف الحديث قائلا: ولد عبد العزيز كآخر أطفالنا، وهو الآن يوشك على مغادرة الدنيا قبل الجميع، إلا أن تدركه العناية الإلهية، ويحظى بلفتة إنسانية لعلاجه في مستشفى متخصص داخل أو خارج المملكة، مشيرا إلى أن بعض تدخلات الأطباء كانت سببا في تدهور صحة عبد العزيز ودخوله في الغيبوبة والتي أصبح بعدها غير قادر على الكلام في وقت كان فيه قبل ذلك يتحدث ويضحك ويعرف من حوله. ويطالب الغامدي بتشكيل لجنة طبية متخصصة لبحث حالة ابنه والبحث عن علاج ينقذه من براثن المرض. الناطق الإعلامي لصحة بيشة عبد الله سعيد الغامدي أوضح ل «عكاظ» أن الطفل عبد العزيز حضر أول مرة للمستشفى في 15/1/1423ه، وكان عمره في ذلك الوقت سنة ونصف، وكان يشكو من صعوبة في التنفس، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة في ذلك الوقت بالتنسيق مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتم تشخيص حالته بأنها ضعف عضلي، ويعتبر مرضا خلقيا يسمى ( myopthy ) وظل ذلك الوقت يعتمد على جهاز التنفس الصناعي، وأشار الغامدي إلى أنه بناء على رغبة أهل المريض تمت مخاطبة مستشفيات الملك فيصل التخصصي، ومدينة الملك فهد الطبية، ومجمع الملك سعود، ومستشفى الملك خالد الجامعي، ومستشفى عسير المركزي ولم يتم قبول حالة عبد العزيز إلا في مستشفى عسير المركزي الذي حول إليه الطفل لمدة 4 أشهر ثم عاد ثانية لمستشفى الملك عبد الله في بيشة بنفس الحالة التي كان عليها قبل تحويله، نافيا أي تقصير من الأطباء أو المستشفى كاملا، بالرغم من عدم رضا أسرته وتهكمهم على المستشفى والأطباء، وأكد الغامدي وجود أمر كريم من الديوان الملكي لعلاجه في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة على نفقة الدولة لكن المريض لم يقبل من أي مستشفى، وأكد استعداد إدارة المستشفى لتلقي أي شكوى، والتحقق مما ورد بها من واقع ملف الطفل عبد العزيز الذي لازال منوما في العناية المركزة منذ دخوله المستشفى عام 1423ه وحتى إعداد رد المستشفى، أي أنه تجاوز السبع سنوات. عكاظ