لم يدر في ذهن المواطن صالح زيدان السلمي أن تأخره عن الحضور إلى مستشفى الملك فهد في جدة لمتابعة حالة والده المصاب بثلاث جلطات دماغية لمدة ساعة واحدة، سيدفع المسؤولين في المستشفى إلى نقله إلى مستشفى النقاهة دون إبلاغه أو إخطار أشقائه بالتحويل، رغم بقاء حالته على ما هي عليه ومعاناته من تقرحات في قدميه. وتتلخص قصة دخول زيدان السلمي المنوم في مستشفى الملك فهد في جدة منذ عامين، حين قدم إلى المستشفى لإجراء أشعة تلفزيونية تسببت في فقدانه للذاكرة والوعي، وتدريجيا بدت بعض خلايا المخ عاجزة عن أداء وظائفها. ويوضح صالح السلمي أن السبب وراء تأثر والده من الأشعة يعود إلى أن الجهاز المستخدم لا يجب أن يتعرض لأشعته إلا الأشخاص المتمتعون بصحة جيدة، ولا يناسب لمن هم في سن أبيه الطاعن في السن. ويبين السلمي أنه تقدم بشكوى إلى وزارة الصحة ضد مستشفى الملك فهد لمحاسبة المسؤولين لما أصاب والده، بيد أن اللجنة التي تسلمت قضيته في الوزارة وعدته خيرا ولم ترد عليه حتى الآن. من جهته، قال ل «عكاظ» مصدر مطلع في مستشفى الملك فهد في جدة إن حالة السلمي لا تستدعي البقاء في المستشفى، حيث قرر الأطباء أنه في حاجة إلى عناية تمريضية يمكن أن تتم عن طريق الزيارات الأسبوعية للفرق التمريضية إلى منزله. وأوضح المصدر أن الابن طلب في البداية توفير الأجهزة التمريضية من سرير طبي وجهاز أوكسجين وجهاز غذائي يوصل عبر الأنف، مؤكدا توفير المستشفى كافة مطالبه. وأضاف «ومن ثم رفض إخراج والده، وبعد مطالبته بذلك نظرا للحاجة الماسة للأسرة وافق على الانتقال إلى مستشفى النقاهة منذ العام تقريبا، ولكنه لم يخرج منذ ذلك الحين». وبالعودة إلى السلمي الذي يؤكد لجوء مسؤولي المستشفى إلى عدة طرق لإجباره على إخراج والده لم تنجح سوى آخرها البارحة الأولى، مبينا أن الإقرار الخطي الذي وقعه الذي يسمح بنقل والده إلى مستشفى النقاهة قبل عام، تضمن شرطا نص على ضرورة توفر خدمات طبية بذات المستوى المتاح في مستشفى الملك فهد. ويضيف «وحين علمت فيما بعد أن مستشفى النقاهة لا يحتوي على نفس الخدمات رفضت نقله، وحتى الآن حين نقل دون علمنا توجهت إلى المستشفى ورفضت تنويمه ونقلته إلى منزلي الذي تفوق تجهيزاته المستشفى، ولكنني لازلت أعاني بسبب غياب الخدمة الصحية اللائقة لرجل طاعن في السن ويعاني من عدة أمراض». وأشار صالح السلمي إلى أن المسؤولين في مستشفى الملك فهد مارسوا بحقه أساليب مختلفة لإجباره على نقل والده، مستذكرا أحد تلك الأساليب في طلب طبيب منه شراء دواء ليس متوفرا في صيدلية المستشفى بمبلغ يصل إلى 3500 ريال، واكتشف عن طريق الصدفة بعد فترة من الزمن أن العلاج متوفر لديهم.