أطاحت وحدة مكافحة جرائم الميدان في شعبة التحريات والبحث الجنائي بأفريقية تدير عصابة لترويج المخدرات في حي البوادي، إذ ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أحد أعوانها جنوبي جدة، والذي قاد رجال الأمن إلى شمال المحافظة للإيقاع بالرئيسة «ياسمين» وبقية أفراد عصابتها في وكر اتخذوه مقرا لعملياتهم. وبدأت خيوط القضية تتكشف للأمن، إثر مرور دورية من وحدة الميدان في حي البلد، عندما رصد قائد الدورية تحركات وتصرفات غريبة لوافد أفريقي، قرر الضابط متابعته لساعات، إذ كان الوافد يتحرك بين أسفل جسر الستين وعدد من الأحياء القريبة، ويتوقف بشكل مريب عند مرور سيارة أمنية، ما عزز الشبهات حوله، خصوصا بعد أن حاول الهروب جريا على قدميه لدى اقتراب الدورية منه. إزاء ذلك، قرر رجال الأمن ضبط الوافد، الذي تبين أنه لا يملك إقامة نظامية، وهو من الجنسية الصومالية، ويقول أنا برئ قبل أن يتهمه عناصر الدورية بأية تهمة، ليواصل اعترافه بأنه لا علاقة له بما حدث، وأن «ياسمين» هي المروجة الأساسية، وأنه رفض التعاون معها، وكان الوافد يخرج من بين ملابسه قطع الحشيش المخدر التي كانت بحوزته. وأشار الوافد إلى أن زعيمته ياسمين تعمل على ترويج جميع أنواع المحرمات بدءا من العرق المسكر ومرورا بالقات والحشيش وانتهاء بالحبوب المخدرة، مبينا أنها «ياسمين» في العقد الرابع من عمرها وهي من الجنسية الصومالية أيضا. وتعامل رجال وحدة مكافحة جرائم الميدان مع الاعترافات بسرعة ونقلوا الشخص الموقوف إلى موقع الزعيمة شمالي جدة، إذ تسكن في شقة سكنية تقع في الدور الثاني من عمارة في حي البوادي وجرى تطويقها وتدعيم الفرق بأعداد إضافية أحكمت السيطرة على الموقع قبل أن تدهم فرقة متخصصة الموقع. وكشفت المداهمة عن وجود رجلين، وعدد من النساء داخل الشقة لا تربطهن مع الرجال أية علاقة شرعية، فيما ادعت امرأة قالت إن اسمها «فاطمة» وأن الجميع ضيوفها في المسكن الذي يؤويها وأطفالها. في تلك الأثناء كشف رجال البحث الجنائي أثناء تفتيش الشقة عن وجود عبوات مليئة بالعرق المسكر، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الحشيش المخدر والقات والحبوب المخدرة، كانت من أطلقت على نفسها اسم فاطمة تخبئها في مواقع عدة من غرف الشقة. وهنا، أنكر الرجلان والنساء صلتهم بما ضبطه رجال الأمن داخل الشقة، حتى فاطمة قالت إنه لا علاقة لها بذلك، مشيرة إلى أن المضبوطات قد تعود لسكان الشقة السابقين، فيما أحضر رجال الأمن الوافد المضبوط أسفل جسر الستين ليؤكد لهم أن فاطمة ما هي إلا الزعيمة ياسمين. فيما كشف رجال الأمن مع أحد الرجلين عن سكين يخبئها داخل ملابسه، ليتضح لهم أنه حارسها الشخصي، في الوقت الذي كان في حالة غير طبيعية لحظة ضبطه. كما كشفت التحقيقات أن ضيوف ياسمين (النساء والرجال)، مخالفين لنظام الإقامة والعمل، وأنهم يعملون لديها في كل ما تأمرهم به، وأنها تجمع عناصرها كل نهاية أسبوع لتقيم احتفالية بإنجازات البيع التي تمت خلال الأيام الماضية، كما اعترفوا بأنها كانت تغير اسمها كل أسبوع. اعترافات أفراد العصابة أغضبت الزعيمة ياسمين وبدأت تهددهم أمام رجال الأمن، فيما انهارت أمامهم وأكدت صحة جميع ما قاله أفرادها عنها، وأنها كانت تعمل على توسيع شبكتها عبر البحث عن شباب ينضوون تحت إرادتها في ترويج المخدرات في جميع اتجاهات محافظة جدة. وبلغ عدد المضبوطين ثمانية (ثلاثة رجال وخمس نساء)، وأحيلوا جميعا إلى الجهات المعنية لاستكمال التحقيق معهم.