فئة منا لا ترى في حاتم الطائي إلا أنه رجل جاهلي مشرك لا يجوز أن تسمى باسمه مدرسة من المدارس، فمعنى ذلك أن الفكر المتطرف المتشدد لا يزال يضرب بأطنابه بيننا، وحين تتواطأ مؤسسة تعليمية مع هذا الفكر فتشطب اسم حاتم الطائي من على تلك المدرسة التي تقع في عقر دار حاتم طي وقبيلته، فمعنى ذلك أنه لا يزال بيننا من يستسلم لضغوط ذلك الفكر المتطرف المتشدد ولا يملك الشجاعة أن يرفع عينه في وجهه أو يصرخ به: كفى فقد تجاوزنا هذا التشدد الجاهل والجهل المتشدد. من شأن هذا التشدد والتطرف إذا ما أطلق له العنان وهذا التواطؤ والاستسلام إذا ما استمر لأصحابه الخضوع والخنوع أن ينتهي بنا إلى جهل تام بتراثنا فنشطب تاريخنا العربي قبل الإسلام لأن من بيننا من يرى أنه تاريخ قوم كفرة مشركين وأن نمحو معلقات شعرنا العربي لأن تلك الفئة نفسها لا ترى فيها غير أشعار كفار مشركين لا يجوز لنا أن ندرس أو نحفظ شيئا مما كانوا يقولون. من شأن هذا التطرف البغيض وهذا الاستسلام المريب أن ينتهي بأبنائنا الطلاب إلى حيرة تنتهي بهم إلى زعزعة ثقتهم بالمؤسسة التعليمية وما تحمله لهم من قيم، إذ كيف لهم أن يتقبلوا حديثها عن الكرم وتدريسها لهم شعرا لرجل تشطب نفس المؤسسة التعليمية اسمه من على بوابتها لأنه ثبت لديها أنه شاعر كافر مشرك لا يليق بالمدرسة أن تحمل اسمه. من شأن هذا التشدد من جهة والاستسلام من جهة أن يفسر لنا كيف أن الإرهاب لا يزال قادرا على أن يستدرج إلى صفوفه فئات جديدة من صغار السن الذين ليسوا في الحقيقة إلا ضحايا للتناقض الذي نعيشه بين حرب معلنة على التطرف واستسلام سري لما يريده منا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة