لا يجوز لنا أن نخلط بين المنهج التعليمي والمقرر المدرسي خاصة إذا كنا نتحدث عن موضوع حساس كموضوع التطرف والإرهاب، وينبغي ألا ينتهي بنا الحماس للدفاع عن مناهج التعليم إلى تناقض من شأنه أن لا يؤثر على مستقبل العملية التعليمية فحسب، بل يؤثر على أمننا الوطني كذلك. ولقد تعود كثير من المسؤولين التصدي لمن يتحدث عن مشاركة مناهجنا التعليمية مسؤولية ظهور الفكر المتطرف وصناعة القاعدة الفكرية التي يستند إليها الإرهاب بالتأكيد على براءة هذه المناهج براءة تامة من أي مسؤولية، على الرغم من أن هؤلاء المتصدين لتبرئة المناهج لا يترددون في الاعتراف بأن هناك من بين المدرسين من قام بدور في ترسيخ التطرف أدى إلى انحراف بعض الطلاب انحرافا فكريا وانتهى إلى انضمامهم إلى صفوف المتطرفين والإرهابيين. التناقض يبدو واضحا إذا ما علمنا أن المعلم هو جزء من المنهج مادام مصطلح المنهج، كما يحدده خبراء التربية، يعني الكتاب المقرر والوسيلة التعليمية والمعلم وطرق التدريس، وإذا كان ذلك كذلك تبين لنا أنه لا يمكن لنا أن نتحدث عن براءة المنهج في الوقت الذي نتحدث فيه عن تورط بعض المعلمين في إشاعة الفكر المتطرف. الحماس لبراءة التعليم هو ما يدفع إلى هذا الخلط بين المناهج والكتب المقررة، وإذا كان لنا أن نتفق مع القائلين ببراءة المقررات فليس لنا أن نتفق معهم ببراءة المناهج ما داموا يعترفون بوجود أولئك المعلمين الذين كرسوا مفاهيم التطرف بين الطلاب، بل إن موافقتنا على براءة المقررات من التطرف تظل موضع شك ما دامت وزارة التربية نفسها قد قامت بحذف أبواب وفصول ونصوص من تلك المقررات لم تكن تخلو من فكر متشدد ونزعة إقصائية ترسخ للعداء والبراءة من كل من لا يتفق معنا فيما نؤمن به. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة