أعرف مسبقا مدى تقبل وزير الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجه) لكل رأي يطرح، وهو من النوع الذي لا يكمم أفواه المنتقدين، ومن هنا فإن آراء الدكتور «عبد الرحمن الصالح الشبيلي» وهو مؤرخ إعلامي سعودي كبير لا يحتاج إلى تعريف التي طرحها من خلال صحيفة المدينةالمنورة (ع:17134، 6 ربيع الآخر 1431ه، الصفحتان 10/ 11) تستحق التوقف أمامها، وتمحيصها، للخروج بصيغة جديدة لأداء الإعلام السعودي، في عصر الانفتاح، والعولمة، وتحديات الإرهاب، وفساد الإدارة، وسوء استخدام السلطة. وسأحاول تلخيص أهم ما جاء في هذه الآراء، لمن فاته الاطلاع عليها: أولا: رأى ضرورة فتح باب توثيق تاريخ الإعلام السعودي على مصراعيه، كي لا يدخل منه الأدعياء، والمزورون، الذين يوثقون ما لا يعلمون، ويهرفون بما لا يعرفون. ثانيا: رأى تحويل الإذاعة، والتلفاز، ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئات عامة، وليس إلى مؤسسات، وأوجد مبررات هذا التحويل، وهي مبررات تبدو منطقية، ومعقولة، وواقعية، وتجاري أحدث التحولات على الساحة الإعلامية. ثالثا: رأى أن السر وراء تردي الأداء الإعلامي، أو ضعف الإذاعة، والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية يكمن في: «نقص الاحتراف ونقص المرونة» وهذان العاملان في رأيي نتائج لا أسباب وهي مؤثرة سلبا، وتزول بزوالها، وتتسع كلما كان هناك عدم اختيار دقيق للكفاءات، القادرة على صنع مضامين إعلامية، وتقديمها للمتلقين في برامج متنوعة، وفي إطار السياسة الإعلامية للمملكة. رابعا: رأى أن من الخطأ إلغاء المجلس الأعلى للإعلام، وكان الأولى تطويره. وتوصل إلى أن «غيابه الحالي أحدث نوعا من الفراغ في العملية الإعلامية» وهو ما دعاني للمطالبة بعودته، في مقال نشر في صحيفة «الاقتصادية» قبل سبع سنوات، ولكن لا حياة لمن تنادي. هذه الآراء تستحق الدراسة، والتأمل العميق، والبحث المركز، للخروج برؤية إعلامية سعودية جديدة، ف «الشبيلي» ما جاء إلى الإعلام السعودي من الباب الخلفي، ولم يكن طارئا عليه، ولم يتسلل إليه عبر النوافذ، كما هو حال من لا يفقهون فيه شيئا في الوطن العربي، ولذلك فشلوا، وخربوا المؤسسات الإعلامية في بلدهم، وتركوها أطلالا. أقترح على وزير الثقافة والإعلام، تأليف لجنة من خارج الوزارة، تضم في عضويتها متخصصين في: الإدارة، والإعلام، والاقتصاد، والثقافة، والتربية، والتعليم، والنفس، والاجتماع، لدراسة آراء «الشبيلي» على أن تحدد لاجتماعاتها مدة معينة ( ثلاثة أو أربعة أشهر) تفرغ بعدها من إعداد تقريرها النهائي الشامل، وتقدمه للوزير، كي يطلع عليه أركان الوزارة ( مساعد الوزير، الوكلاء، الوكلاء المساعدون، المديرون العامون) ومن ثم وضع مرئيات اللجنة موضع التنفيذ، فالأيام تمر، والزمن لا يرحم، والتحديات التي تواجه الإعلام السعودي كثيرة، وإنشاء قنوات فضائية جديدة ضعيفة، قضية لا تتماشى مع طموحات القيادة، ولا مع الرؤى التطويرية التي يطرحها الملك عبد الله: الحوار الوطني، حوار الأديان، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، واتساع دائرة الابتعاث الخارجي. من المتفق عليه أن غياب الإعلام الرشيد يؤدي إلى: خداع الجماهير وتضليلها، ف.. تمعنوا جيدا في آراء «الشبيلي» لعلكم ترحمون. badrkerrayem @ hotmail.com فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة