التعاون والتنسيق اللذي سوف يتم بين سمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم وسمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العامة لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل أعتبره وضع الدواء على الجرح، ومن هنا سوف نبدأ الخطوة الصحيحة والسليمة في تهيئة جيل الشباب للرياضة بكل أنواعها وفروعها، وكما أعرفه عنهم من حصافة في الرأي والحرص على تهيئة جيل من الشباب ليكون الجيل الواعد للمستقبل، والذي سوف توضع له الأسس والبرامج المناسبة لتهيئة هؤلاء الشباب في المجال الرياضي بالشكل الذي ينسجم مع المعايير والأسس المطلوبة في إعدادهم إعدادا ينسجم مع التطور الحاصل على مستوى الرياضة في جميع دول العالم، فقد أصبحت الرياضة اليوم عنوانا كبيرا لتطور الدول من خلال ما تحققه تلك الدول من التفوق في تنظيم المسابقات الرياضية المختلفة، ولذلك فإنني أرى من الأهمية بمكان، بل من المسؤولية أن تشارك الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مسؤولية الرياضة المدرسية، وأستند في هذا إلى مسماها (الرئاسة العامة لرعاية الشباب)، وأين يتواجد الشباب في غير المدارس، لذلك علينا أن نذهب إلى مواقعهم الصحيحة والسليمة، لنضع لهم البرامج التي تفرخ لنا جيلا من النجوم الرياضيين، وإن كنت أقترح أن تكون البداية مختصرة على كرة القدم وتبدأ في المناطق الثلاث : مكةالمكرمة والعاصمة الرياض والشرقية، كما أقترح أن يتم تكوين لجان من مدرسي التربية الرياضية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية لكشف الرياضيين أصحاب المواهب، لإرسالهم إلى الجهات المختصة في رعاية الشباب والتي ستقوم بدورها بتجهيز الكادر الفني المتكامل والمتخصص في المناطق الثلاث لتأهيل وصقل مواهب هؤلاء الشباب، وليكن ذلك في الفترة المسائية خلال أيام الأربعاء والخميس والجمعة من أجل ألا تتعارض الرياضة مع الدراسة، وإنني على ثقة بأننا سوف نشاهد جيلا رياضيا واعدا مختلفا تماما، لأنه سيكون مؤسسا تأسيسا تربويا ورياضيا، وهذا مهم جدا لأن الرياضيين المشاركين في المسابقات العالمية هم سفراء لأوطانهم، فالرياضي المتعلم سيقوم بدور أكثر في تعريف وشرح سلوكيات وأخلاق ما يتمتع وطننا الحبيب من مبادئ وقيم وأخلاق. وربما أكون من السعداء الذين فرحوا لهذا الاجتماع الذي كان يمثل أمنيتي منذ عشرين عاما وأنا أنتظر ذلك اليوم الذي أسمع فيه عن هذا التجمع واللقاء الذي يعتبر البوابة الكبيرة التي سوف تفتح وتحتضن الشباب الواعد الذي سيكون محط أنظار الجميع، وهم الذين سوف يمثلوننا أفضل تمثيل رياضيا وسلوكيا وأخلاقيا. وأما من يعتقد بأن الاهتمام بهذه الشريحة من غير المدارس فليس صحيحا، لأن الحارات والساحات فقط للترفيه والتسلية من قبل أشخاص لم يتمكنوا من دخول الأندية، أو انتهت صلاحيتهم في الأندية، ولذلك لن نجد جيل الشباب الحقيقي الذي يبدأ من سن 12 عاما، على ألا يتم اختيار من يريد أن يتعلم الرياضة، بل يقتصر ذلك على من يمتلك موهبة، وهنا فرق كبير بين لاعب كبير نصنعه لرغبته في التعلم، وهذا لن يكون لاعبا مميزا ونجما، وبين لاعب موهوب، وهؤلاء هم الذين سيصبحون نجوما بارزين.