طفلي كان ككل الأطفال، يغضب كما يغضب الأطفال، إلا أن التغيرات التي طرأت عليه بدلت سلوكه، ففي إحدى المرات التي ذهبنا فيها إلى حديقة كان بها عدد كبير من الأطفال وكان حينها لا يخاف من اللعب لوحده مع الأطفال الآخرين، ويومها أقبل عليه طفل بدين وهرب بقية الأطفال وبقي طفلي الذي تلقى ضربا مبرحا من الطفل البدين دون أن يصدر من طفلي أي رد فعل، فلم يبك ولم يرد عليه ولكنه سكت، وكان وجهه مليئا بالحزن والخوف، ومن يومها صار عصبيا بصورة غير طبيعية، ويثور لأتفه الأسباب، وعدوانيا، فإذا غضب مني أو من أبيه فعل بنا ما فعله به طفل الحديقة، وصرت أعتقد أن ذلك الموقف لم يفارق مخيلته، وإذا حان وقت وجبة الطعام وقلت له كل حتى تصبح قويا، قال نعم حتى أضرب ذلك الطفل البدين، فما الحل لعودة طفلي إلى هدوئه والإقلال من عصبيته مع أننا نوفر له الألعاب والأشياء الترفيهية؟ أم السعد مكةالمكرمة تعرض طفلك لحادثة الضرب من الطفل البدين حادثة تتكرر في حياة الكثير من الأطفال، فما اجتمع طفلان أو أكثر إلا ثارت بينهم الخلافات، وربما اعتدى أحدهم بالضرب على غيره، أما أن تكون هذه الواقعة هي السبب الوحيد لمشكلة خوف ولدك ففي الأمر بعض الشك، على أية حال ليس المهم أن نقف كثيرا عند الواقعة بقدر ما هو مهم كيف نحلها، عليك أن تتذكري أن هذه الواقعة تعني أن ولدك في الأصل يملك ثقة بنفسه ليست بالمستوى العالي، وجاء اعتداء الطفل عليه فهزها أكثر، وما تحتاجينه الآن هو زرع المزيد من الثقة بنفسه، لذا أنصحك بتسجيله في نادٍ رياضي كي يتدرب على مهارات الدفاع عن النفس، ثم شجعيه على كل عمل جيد يمارسه أو يصدر عنه، وقللي في المقابل من نقده وتوجيه الملامة له، وحين يصدر عنه أول سلوك يدافع فيه عن نفسه في مواجهة اعتداء الأطفال الآخرين فلا تلوميه، بل كافئيه على أساس أنه مسموح له أن يرد عدوان من يعتدي عليه، ولكن ليس مسموحا له أن يعتدي على غيره، أما سؤالك عن طريقة علاج عصبيته فأمر سهل، إذ العلاج يتمحور حول وجود قوانين تتفقين عليها أنت وزوجك وتثبتين على انتهاجها، وأن يكون هناك قوانين وقواعد للثواب والعقاب ثابتة لا تتغير، مع التأكيد على تشجيعه إن هو التزم بها، وعقابه بوسائل غير الضرب والشتم والصراخ إن هو خرقها أو لم يلتزم بها، ولذلك أنت بحاجة لقراءة بعض الكتب التربوية المتاحة في الأسواق والتي تدور حول قوانين التعامل مع الطفل، وكذلك أساليب الثواب والعقاب البعيدة عن الضرب والصراخ والشتائم، وتبقى نقطة مهمة تدور حول أهمية الامتناع من قبلك وقبل أبيه عن الحط من قيمته والسخرية منه، أو مقارنته بغيره.